أعلن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن مبادرته لرصد التغطية الإعلامية لحملات المرشحين لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في السابع من سبتمبر المقبل.
ويغطي مشروع الرصد الفترة التي تبدأ بالانطلاق الرسمي لحملات الدعاية الانتخابية وتنتهي بيوم التصويت.
وتقتصر عملية الرصد على وسائل الإعلام القومية المملوكة الدولة ووسائل الإعلام المستقلة، نظرا لما يفترض في هذا النوع من وسائل الإعلام من حياد وموضوعية.
ورغم أهمية وسائل الإعلام الحزبية في التأثير على اتجاهات الرأي العام، إلا أنه رؤى استبعادها من الجهد الرصدي لمركز القاهرة، نظرا لأن الطبيعة الحزبية لهذه الصحف تفرض عليها انحيازات مسبقة، وهي انحيازات معروفة سلفا للقارئ، على عكس وسائل الإعلام القومية والمستقلة التي يفترض فيها القارئ الحياد والموضوعية.
وتشمل قائمة وسائل الإعلام التي سوف يقوم المركز برصدها 17 صحيفة يومية وأسبوعية و6 قنوات تليفزيونية مصرية.
وينطلق مركز القاهرة في تنفيذه لهذا المشروع من المعايير المتعارف عليها دوليا حول دور الإعلام في الانتخابات والتي تؤكد على ضرورة تجنب سيطرة أو احتكار وسائل الإعلام من جانب طرف واحد دون آخر، أو تحولها إلى أداة لإقصاء بعض الأطراف أو تشويه صورتها، والالتزام بالموضوعية والحياد الذي يقتضي إتاحة المعلومات الضرورية عن العملية الانتخابية بما في ذلك الأفكار والبرامج المتنوعة للمرشحين وأحزابهم، لتمكين المواطنين من اتخاذ قرار التصويت بناء على معرفة كافية، وهي نفس المبادئ التي تقف وراء النص الوارد في القانون رقم 174 لسنة 2005 بشأن تنظيم الانتخابات الرئاسية حول “التزام وسائل الإعلام المسموعة والمرئية المملوكة للدولة بتحقيق المساواة بين المرشحين في استخدامها لأغراض الدعاية الانتخابية “.
وسوف يطبق مركز القاهرة في رصده لوسائل الإعلام هذه منهجا يزاوج بين أساليب التحليل الكمي والكيفي. وقد استعان مركز القاهرة في تطوير هذا المنهج بالخبرة التي تراكمت لدى منظمات دولية متخصصة في مراقبة الأداء الإعلامي، خاصة أثناء الانتخابات وفي مقدمتهما المركز الدولي لدعم الإعلام بالدانمارك ومنظمة مراقبة الإعلام في سلوفاكيا، وقد ساهمت هذه المنظمات في تطبيق هذه المنهاجية وتطويرها واختبارها في عدة بلدان في شرق أوربا ، ووسط آسيا، وأمريكا اللاتينية وفي بلدان عربية مثل تونس وفلسطين ولبنان، وقد قدم المركز الدولي لدعم الإعلام مساعدات قيمة لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في سبيل قيامه بتنفيذ هذا التصور.
كما وجه مركز القاهرة دعوة لمجموعة من الخبراء العرب من تونس وفلسطين واليمن لمتابعة عملية المراقبة، وتبادل الخبرات، لتطبيق المشروع في بلدان عربية أخرى.
ويعتزم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان إصدار تقريرين يتضمنان النتائج المرحلية لعملية الرصد الإعلامي، بالإضافة إلى تقرير ختامي يصدر فور إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية، ليضم تقييما إجماليا لأداء الإعلام في الانتخابات فضلا عن تحليل للبيئة التشريعية والسياسية التي يعمل في ظلها الإعلام المصري. ومن أجل تحقيق هذا الهدف نظم مركز القاهرة منذ الخامس من أغسطس دورة تدريبية مكثفة لخمسة عشر من المراقبين والمراقبات الذين سيتولون تنفيذ هذه المهمة وذلك تحت إشراف خبراء من مصر وسلوفاكيا.
ويستمر تدريب هذه المجموعة المنتقاة حتى اليوم السابق على البدء الرسمي لحملات الدعاية الانتخابية، ضمانة لجودة المراقبة وحيادها.
يذكر أن مركز القاهرة عضو في إئتلاف المجتمع المدني لمراقبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والذي يضم عددا من منظمات حقوق الإنسان في مصر،وتتولى المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تنسيق أعماله.