سجل مركز إعلامي يعنى برصد انتهاكات حرية الإعلام بالأراضي المحتلة، جملة
انتهاكات بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية والعربية خلال مارس/ آذار
الماضي، مشيرا إلى ضلوع الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية على حد سواء في
هذه الانتهاكات.
ويبدد تقرير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) ومقره
مدينة رام الله بالضفة الغربية، التفاؤل الذي شعر به الإعلاميون في تقرير الشهر
الماضي الذي أكد انخفاض الانتهاكات خلال فبراير/ شباط بشكل ملحوظ.
ومن أبرز انتهاكات الشهر الماضي حسب التقرير الذي تلقت الجزيرة نت نسخة
منه، وضع قنبلة أمام مكتب قناة الجزيرة في غزة، وإطلاق النار على مقر جريدة الحياة
الجديدة بمدينة رام الله.
ومن الانتهاكات الفلسطينية الأخرى التي رصدها التقرير استمرار ملاحقة
الكاتب الصحفي عصام شاور من مدينة قلقيلية, ومسؤول مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في
غزة صخر أبو عون.
واعتبر التقرير ملاحقة شاور من قبل جهاز المخابرات بقلقيلية 28 يوما, وأبو
عون من قبل جهاز الأمن الداخلي في غزة "انتهاكا فظا لحرية التعبير" مشددا
على أن مصادرة جواز سفر أبو عون والبطاقة الشخصية لشاور "حد من حريتهما في
التنقل والسفر, الأمر الذي يعتبر مخالفة صريحة للمادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان".
الجانب الإسرائيلي
ومن جانب الاحتلال الإسرائيلي فقد سجل مركز مدى إطلاق النار على مصور وكالة
(معا) الإخبارية المستقلة خليل رياش ومصور وكالة رويترز بشار نزال, واحتجاز مراسل
الموقع الإلكتروني (قدس نت) محمد محاريق، والاعتداء على مصور وكالة رويترز نايف
الهشلمون.
وأشار مدى إلى فرض الإقامة الجبرية على مراسل قناة العالم خضر شاهين
والمنتج محمد سرحان, منذ إطلاقهما بالـ15 من يناير/ كانون الثاني الماضي بعد
اعتقال دام عشرة أيام.
كما عبر عن قلقه لاستمرار سلطات الاحتلال في الاعتداء على الصحفيين لأنه "انتهاك
فظ لحرية الرأي والتعبير" مطالبا بوقف ملاحقة الصحفيين والاعتداء عليهم
بالضفة والقطاع. وشدد على ضرورة "إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين والسماح
للصحفيين ووسائل الإعلام بالعمل بحرية وأمان".
ومن بين الانتهاكات المتكررة الشهرين الماضيين حسب نفس المركز، اعتقال
الصحفيين من قبل الأجهزة الأمنية، وإطلاق النار على مقر جريدة الحياة، واحتجاز
الصحفيين من قبل الاحتلال.
وفيما يبدو أنه انعكاس لفشل الحوار الفلسطيني، جاء هذا التقرير مخالفا
لتقرير الشهر الماضي الذي أكد انخفاض انتهاكات الحريات الإعلامية خلال فبراير/ شباط
الماضي بشكل ملحوظ، وهو ما تزامن مع "بدء جولات الحوار الداخلي بين الفصائل
الفلسطينية".
رقم قياسي
وكانت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن أكدت بتقريرها السنوي الذي
صدر قبل أيام أن 2008 شهد ارتفاعا ملحوظا بالاعتداء على الحرية الشخصية للصحفيين
الفلسطينيين بشكل "لم يشهد له مثيل منذ إنشاء السلطة الفلسطينية".
ورصدت الهيئة اعتقال 45 صحفيا بكل من الضفة وغزة، 32 منهم اعتقلوا بقرار من
الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة، والباقون من قبل الأجهزة الأمنية التابعة
لوزارة الداخلية بغزة.
وذكرت أنها تلقت 14 شكوى من صحفيين تم اعتقالهم بصورة تعسفية، مشيرة إلى
مضايقات ومحاولات اغتيال واستخدام مفرط للقوة لمنع الصحفيين من مزاولة عملهم، ومنع
توزيع الصحف بكل من الضفة والقطاع.
وبشكل عام أكدت الهيئة الحقوقية تعرض الحق في حرية الرأي والتعبير بالضفة
لعديد الانتهاكات من قبل الأجهزة الأمنية، وفرض قيود عدة على ممارسة حرية الرأي
والتعبير ضمن سياسة ممنهجة في قطاع غزة.