إستنكر مركز حماية وحرية الصحفيين اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الإعلاميين ومقارهم خلال عدوانها العسكري على غزة.
وقال المركز بيان صادر عنه “أن استهداف المبنى الذي تعمل فيه مؤسسات إعلامية دولية معروفة، وكان يضم أكثر من 15 صحافياً ومصوراً يبرزون هوياتهم الصحفية بوضوح لحظة قصفه في قطاع غزة، هو اعتداء مباشر وفج على حرية الصحافة، ومحاولة لمنعها من تغطية الأحداث الجارية هناك خوفاً من كشف جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين في القطاع”.
ودان المركز وبشدة، العدوان الصارخ والمباشر الذي استهدف صحفيين ومؤسسات إعلامية محلية ودولية في قطاع غزة، وأدى إلى وقوع إصابات بين الصحفيين إحداها حرجة، وطال العديد من مكاتب وكالات الأنباء والفضائيات الدولية والفلسطينية.
وأكد على أن “القصف المتعمد لمبنى يضم صحفيين يعملون على تغطية الأحداث في حالة الحروب والنزاعات، هو اعتداء يجرمه القانون الدولي الإنساني في حالات السلم والحرب، وتجرمه الأعراف والمواثيق الدولية، وانتهاكاً واضحاً للحق في الحياة”.
وأضاف أنه “لا يوجد شرعية تعطي الحق في العدوان المباشر على أية وسيلة إعلامية، لذا يعتبر هذا العدوان خرقاً للقانون الدولي وانتهاكاً خطيراً لاتفاقية جنيف، فالحماية التي يتمتع بها الصحفيون ووسائل الإعلام، هي نفسها الحماية التي يتمتع بها المدنيون، ولا يمكن اعتبارها أهدافاً عسكرية بأي شكل من الأشكال”.
ودعا المركز على ضرورة توثيق هذا الانتهاك الصارخ، وتشكيل تحالف دولي يجمع كافة منظمات الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان للضغط على الأمم المتحدة، ودفعها لاتخاذ الإجراءات بمعاقبة مرتكبي هذه الجريمة حتى لا يفلتوا من العقاب، والضغط على إسرائيل لتقديم الضمانات الكفيلة بعدم استهداف الإعلاميين.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصور أن “الاعتداءات الإسرائيلية على وسائل الإعلام في فلسطين تتكرر دائماً، ولا يتحرك المجتمع الدولي لردعها ومساءلتها”.
وطالب منصور “المؤسسات الدولية الداعمة لحقوق الإنسان والحريات إلى عزل إسرائيل، وملاحقة قادتها الذين يرتكبون هذه الجرائم حتى لا يفلتوا من العقاب، وحتى لا تظن إسرائيل أنها دولة فوق القانون”.
وكان ستة صحافيين فلسطينيين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة إثر قصف إسرائيلي جوي استهدف فجر الأحد مكتب قناة “القدس” الفضائية، فيما جرح صحافيان آخران نتيجة غارة شنها سلاح الطيران الإسرائيلي على مقر قناة “الأقصى” الفضائية.
ويقع مقر قناة القدس الذي أصيب بأضرار جسيمة في مبنى برج “شوا وحصري” في حي الرمال غرب مدينة غزة، ويضم المبنى الذي يعرف ببرج الصحافيين عددا كبيرا من المكاتب الإعلامية المحلية والعالمية والتي طالها القصف، ومن بينها سكاي نيوز أرابيا، التلفزيون الألماني، العربية، رويترز، روسيا اليوم ووكالة أنباء معاً الفلسطينية.
وكان من بين الضحايا الصحافيين حازم الداعور ودرويش بلبل وابراهيم حسين لبد ومحمد الأخرس وجميعهم من المصورين والعاملين في فضائية القدس وأشرف أبو عمرة الذي يعمل مصورا فوتوغرافيا مستقلا مع عدد من الوكالات المحلية والعالمية، بالإضافة إلى مصور في وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) أصيب بينما كان يتواجد في مقر وكالته في الطابق الأول من المبنى، فيما أصيب المصور التلفزيوني خضر الزهار مباشرة بصاروخ إسرائيلي وقد بترت ساقه وحالته خطرة.