إستنكر مركز حماية وحرية الصحفيين إختطاف وتهديد رئيس تحرير جريدة الوسط اليمنية جمال عامر.
وطالب المركز رئيس الجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للكشف عن هوية منفذي هذه الجريمة.
ودعا المركز الحكومة اليمنية إلى توفير الحماية للزميل الصحفي ولعائلته بعد أن هدد بالقتل خاصة وأنه يتهم جهات عسكرية وأمنية بأنها تقف وراء عملية الاختطاف والتعذيب الذي تعرض له.
وأكد المركز أن عملية دعم الإصلاح والديمقراطية في اليمن لا يمكن أن تتحقق دون توفير ضمانات للصحافة المستقلة للقيام بدورها في الرقابة وكشف الفساد.
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين وجهت الأربعاء 24/8/2005 خطابا عاجلا إلى العقيد أحمد علي عبد الله صالح “نجل رئيس الجمهورية” قائد الحرس الجمهورية تطالبه بتسليم الجهات القضائية السيارة التي اختطفت الصحفي جمال عامر رئيس تحرير صحيفة “الوسط” المستقلة المعروفة بانتقاداتها برموز في الدولة، وتبنيها في الفترة الأخيرة للعديد من القضايا.
وقرر الصحفيون الاعتصام في مقر النقابة صباح الخميس 25/8 والتحرك إلى مقر الحرس الجمهوري إذا تطلب الأمر ذلك، أو إلى مقر رئاسة الجمهورية لطرح موضوع اختطاف الصحفي عامر وتهديده بالقتل.
وقد تحدث عامر لـ”العربية.نت” عن واقعة اختطافه فجر الثلاثاء 23/8 فقال “كنت عائدا من مقر الصحيفة في الساعة الخامسة والنصف فجرا، وعندما وصلت البيت وجدت سيارة تنتظرني، عرفت هويتها فورا فهي سيارة جيش تابعة للحرس الجمهوري كان فيها 5 مسلحون، وقد أخذ شاهد عيان للواقعة رقمها. وطلبوا مني أن اذهب معهم لمكان آخر حيث ينتظرني “الفندم” – ضابط كبير – للتحقيق معي حول بعض القضايا، وذهبوا بي إلى إحدى المناطق حيث كانت تنتظرني سيارة ثانية بها مسلحون آخرون، ثم تم تعصيب عيني وتوثيقي، وألقوني في مؤخرة السيارة”.
ويضيف: “سارت بنا حوالي نصف ساعة حتى وصلنا لمنطقة نائية جبلية مرتفعة، وهناك هددوني بإلقائي من هذا المرتفع إذا لم اعترف بحقيقة علاقتي بالسفارتين الأمريكية والكويتية، وذلك على أساس أنني أتناول بالنقد في الصحيفة رموزا في الدولة. ثم أصدر ذلك “الفندم” أمرا بقتلي إذا لم اعترف، فأطلق جندي من الحرس الرصاص إلى جانبي لإرهابي، وبعد فاصل من الاستجواب والضرب، لوح لي أحدهم بأنه سيقتلني بسكين يحملها في يده على حد تهديده لي حيث كنت معصوب العينين”.
“بعد ذلك هددوني بقتلي وقتل أولادي إذا لم أتوقف عن انتقاد رموز الدولة، وإذا لم اشتم السياسة الأمريكية في صحيفتي.. وأخذوني معصوبا إلى منطقة في ضواحي صنعاء اسمها الاصبحي، وتركوني فيها، وطلبوا مني ألا أنزع العصابة من عيني إلا بعد مضي 10 دقائق، مهددين برمي بالرصاص إذا لم التزم بذلك”.
واستطرد الصحفي جمال عامر في حديثه الهاتفي مع “العربية.نت” بأنه يحمل العقيد أحمد على عبد الله صالح – نجل الرئيس – المسئولية عما حدث له لأن السيارة التي اختطفته – على حد قوله – تتبع للحرس الجمهوري، مضيفا “أحمل أيضا الرئيس علي عبد الله صالح مسئولية حمايتي وحماية أولادي من تنفيذ تهديدهم ضدي إذا لم أتوقف عن الكتابة وكشف رموز الفساد”.
ويشير إلى أن الصحف الرسمية مثل صحيفتي الثورة وسبتمبر شنتا ضده حملة كبيرة بسبب القضايا التي تبنتها صحيفته “الوسط” التي تلقى إقبالا كبيرا وتحقق أرقام توزيع جيدة على حد قوله.
وحول سبب سؤالهم تحديدا حول علاقته بالسفارتين الأمريكية والكويتية، أجاب بأن الحكومة اليمنية عندها هاجس دائم بأن السفارة الأمريكية وراء كل صحيفة ناجحة وتنتقد بجرأة، وأنها تقوم بتمويلها، رغم أنني كثيرا ما انتقد السياسة الأمريكية في إطار المهنية والموضوعية، وسبق أن انتقدت زيارة السفير الأمريكي في صنعاء للمناطق القبلية، أما ما يخص السفارة الكويتية، فكنت قد نشرت لقاء مع السفير.
وقال إن “السلطة معنية بكشف ملابسات اختطافي بسيارة تابعة للحرس الجمهوري، ومن الذين كانوا فيها” موضحا أن مشكلته الرئيسية مع خاطفيه “أنني نشرت موضوعا عن أبناء متنفذين في الدولة ومقربين من رئيس الجمهورية، حصلوا على منح رسمية لأمريكا وكندا”.
وكانت صحيفة الوسط قد نشرت في عددها الماضي اسماء أبناء مسئولين ونافذين اتهمتهم بأنهم استولوا على وظائف عامة في المجال النفطي, كما نشرت نص رسالة لمسئول في وزارة المالية اليمنية يتهم فيها الوزير “بارتكاب مخالفات” وما قال إنه “عبث وفوضى في الوزارة”.
وتشهد الأسابيع الأخيرة ملفات ساخنة غير مسبوقة فتحتها الصحافة اليمنية، تتناول كبار المسئولين بمن فيهم رئيس الجمهورية. وأوضح جمال عامر أن خاطفيه هددوه “بممارسات قذرة وغير سوية في الفترة القادمة، وأنهم مارسوا عليه ضغطا نفسيا وهو معصوب العينين، فقد أوحوا له إنهم مقبلين على قطع لسانه، بينما سمع أحدهم ينصح بقتله أو قذفه من فوق قمة الجبل”.