إفتتح مركز حماية وحرية الصحفيين صباح السبت أعمال ورشة التدريب الثانية على التوالي تحت عنوان “الإعلام وحقوق الإنسان”، والتي ينظمها المركز لنحو 20 صحفياً وصحفية من مختلف وسائل الإعلام المحلية، ومن المهتمين بتغطية قضايا حقوق الإنسان، بهدف تعزيز قدراتهم ومهاراتهم في الكتابة المتخصصة بقضايا حقوق الإنسان في الأردن.
وتأتي الورشة التي ينظمها المركز بفندق الريجنسي عمان ولمدة أربعة أيام في الفترة ما بين 17 ولغاية 20 نوفمبر 2012، ضمن أعمال برنامج جديد أطلقه المركز منتصف العام الحالي 2012 بعنوان “الإعلام وحقوق الإنسان في الأردن” بدعم من السفارة الهولندية في عمان ويستمر حتى منتصف العام المقبل 2013.
وأكد الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصور في افتتاح الورشة أن المركز يعطي أولوية لتطوير قدرات الصحفيين في الكتابة المتخصصة بقضايا حقوق الإنسان.
وقال أن “الكتابة في قضايا حقوق الإنسان ليست مقتصرة على الانتهاكات الفاضحة التي تقع على المواطنين ومتابعة مؤسسات حقوق الإنسان”، مبيناً أن “القضية تتعدى ذلك بكثير، وأن كل قصة صحفية مهما كانت بها جانب حقوقي لا بد من الالتفات إليه وإظهاره”.
وأضاف منصور “ببساطة فإن لقضايا التعليم بعداً حقوقياً، ولقصص السكن جانب حقوقي، وينسحب الأمر على المرأة والمزارعين والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة”.
ونوه بأن ضعف التغطية الحقوقية في الإعلام الأردني سببه محدودية معارف الصحفيين، وعدم تشجيع إدارات المؤسسات الإعلامية على إيلاء هذا الأمر جهداً استثنائياً، وربما تدخل جهات رسمية لعدم تسليط الضوء على التجاوزات في ميدان حقوق الإنسان”.
وشدد منصور على أهمية دفع الإعلاميين لكشف انتهاكات حقوق الإنسان مهما كانت، وحث المؤسسات الإعلامية على تخصيص مساحات لقضايا حقوق الإنسان.
وكان المركز قد نظم الورشة الأولى في القترة ما بين 3 إلى 6 نوفمبر الحالي على غرار هذه الورشة، وشارك بها 16 صحفي وصحفية من مختلف وسائل الإعلام المحلية.
وتأتي الورشتان الأولى والثانية حصيلة استطلاع لرأي الصحفيين حول معارفهم واطلاعاتهم واتجاهاتهم بمبادئ ومعايير حقوق الإنسان أجراه المركز مؤخراً وسيقوم بنشر نتائجه لاحقاً، إلى جانب دراسة بحثية أخرى يجري إعدادها حالياً ترصد كيفية تعاطي وسائل الإعلام المحلية مع القضايا الماسة بحقوق الإنسان، وذلك لمعرفة أهم ما يحتاجه الصحفيون من تدريب لتطوير قدراتهم في هذا النوع من الصحافة المتخصصة.
ويشرف على التدريب في هذه الورشة الخبير في حقوق الإنسان كمال المشرقي إلى جانب مدير التحرير في صحيفة الغد الزميل نورالدين خمايسة، والزميل في صحيفة الرأي عبدالكريم الوحش.
وسيتلقى المشاركون تدريبات نظرية وعملية على الحقوق الأساسية بحقوق الإنسان، ومصادر المعلومات وحمايتها، والإنترنت وحقوق الإنسان كمصدر وتطبيق، إضافة إلى مهارات متقدمة في الكتابة الجيدة وكيفية تغطية المظاهرات كنموذج والتفريق بين الرأي والحقيقة والتخطيط للكتابة الصحفية، وسيقوم المشاركون بتطبيقات وتمارين عملية في مجموعات عمل.
وفي اليوم الأخير من الورشة سيقوم المشركون باختيار أفكار من واقع حقوق الإنسان في المجتمع للعمل عليها لاحقاً في إطار البرنامج، بعد أن يتلقوا تدريباً في وضع الخطط والتصورات وكتابة المقدمة وتصور مضمون التقرير الصحفي وخاتمته.
وأظهرت القراءة الأولية للمحتوى الإعلامي الأردني أن الاهتمام بالأبعاد الحقوقية عند كتابة التحقيقات والقصص الصحفية لا يزال محدوداً”، مشيراً إلى أن ذلك “يكشف عن أهمية التركيز على تطوير المعارف الحقوقية للصحفيين وضرورة أن تتوجه إدارات المؤسسات الإعلامية إلى تسليط الضوء على هذه الجوانب التي ظلت مغيبة أو لا تحظى بالأولوية لأسباب متعددة.
يذكر أن برنامج “الإعلام وحقوق الإنسان” يهدف إلى إشراك 40 صحفياً وصحفية في ورشتي تدريب سيعملون على إعداد ونشر مواد صحفية حقوقية في ملاحق خاصة بذلك في الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية.
وستخضع المواد الصحفية المنشورة للتقييم وستوزع خلال حفل خاص في نهاية البرنامج ثلاث جوائز على أفضل ثلاث مواد متميزة، فيما سيتم اختيار بعض القصص الصحفية والتحقيقات لإنتاجها متلفزة بالتعاون مع تلفزيون “عرمرم”.