ذكر المرصد العراقي للحريات الصحافية أن مدير قناة دجلة الفضائية نبيل جاسم معرض لخطر التصفية الجسدية على خلفية إتهامات وجهت له مرتبطة بدعوى قضائية رفعها مستشار الأمن القومي بين عامي 2004 و2009 النائب الحالي عن دولة القانون موفق الربيعي ضده أمام محكمة النشر والإعلام بعد تعليقات تلفزيونية متعلقة بعمله في ملفات أمنية عندما كان مستشارا للأمن الوطني أدلى بها جاسم في برنامجه “أكثر من حوار” الذي يبث من قناة دجلة الفضائية.
وقال المرصد في بيان صحفي ان “نبيل جاسم مدير عام قناة دجلة ومقدم البرامج فيها ويعمل أستاذا في كلية الإعلام بجامعة بغداد قد عبر له عن قلقه من تدهور وضع الصحافيين العراقيين والضغط الذي يمارس عليهم من قبل المسؤولين الحكوميين الذين لا يطيقون عمل وسائل الإعلام وما تطرحه من قضايا تهم الرأي العام متعلقة في الغالب بأمن الدولة ومستقبلها وسبل الشراكة لبنائها وتقدمها”، مشيرا إلى أنّه قد تعرض لاتهامات خطرة بالعمالة لدولة عربية بعد ساعات من بث برنامجه ومثلها قضية رفعها موفق الربيعي ووردت في مقالات نشرها أشخاص مقربون منه على ما يبدو وهو الأمر الذي يعرضه لخطر التصفية الجسدية في ظروف معقدة وملتبسة.
ويتهم مستشار الأمن الوطني السابق موفق الربيعي في نص الدعوى التي رفعها مدير قناة دجلة الفضائية نبيل جاسم وحصلت “إيلاف” على نصها بالتشهير والاضرار بالسمعة على خلفية انتقاده لتقرير مستشارية الأمن القومي اصدرته عام 2006 بشأن انتحاريين اماراتيين.
وتشير الدعوى التي رفعها محامي الربيعي إلى أن “المشكو منه نبيل جاسم محمد مدير قناة دجلة وبتاريخ 1/6/ 2015 ومن خلال برنامجه اكثر من حوار تعرض بالقذف والاساءة والتشهير والاهانة لموكلي المشتكي حيث ذكر انه “داعم للارهاب”.. وانه “شريك للارهابيين” اضافة إلى عبارات اخرى من هذا القبيل.
وقال المحامي إن “منصب موكلي المشتكي كان منصباً أمنياً وهو مستشار الأمن القومي ولا يمكنه افشاء معلومة استخبارية او يعلنها وهي واجبة الكتمان وان نشرها يتسبب باضرار أمنية يستغلها الاعداء وهذا مخالف للاجراءات المتبعة في الجانب الأمني”.
واتهمت الدعوى القضائية المعروضة حاليا امام محكمة دعاوى النشر الاعلامي نبيل جاسم بان غايته من “الاساءة” و “ارضاء الجانب الاماراتي والانتفاع من هذه التصريحات على حساب موكلي”.
يذكر أن الاعلامي جاسم كان قد عرض خلال برنامجه بياناً رسمياً عن مكتب الربيعي يشير فيه إلى أنّ القوات الأمنية استطاعت منع انتحاريين وكميات من المتفجرات كانت قادمة من الامارات العربية المتحدة في عام 2006.
واعتبر جاسم أن عرض هذا التقرير جاء متأخراً من قبل الربيعي بعد سنوات من العنف والارهاب لم يفصح فيها مستشار الأمن القومي السابق عن الدول التي دعمت الارهاب في العراق مشككاً في توقيت إعلانه غداة تصريحات وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قبل أيام والتي قال فيها إن محاصرة الإرهاب والقضاء عليه لا يمكن أن يتم دون معالجة أسباب ظهوره وانتشاره في المجتمع وهي أسباب خلقها نظاما دمشق وبغداد بقمعهما لشعبيهما وعدم تحقيق المساواة بين مواطني البلدين دون تمييز بين عرق أو دين أو طائفة.
وأضاف “إن عدم معالجة أسباب ولادة الإرهاب سيؤدي إلى توالده من جديد ولو تمكنا من القضاء على داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية، فإنها ستولد من جديد ما لم يتم معالجة أسباب ظهورها من الجذور”.
وقد رد موفق الربيعي على هذا التصريح بالادعاء أن العراق لديه العديد من المعلومات عمن يرسل ويدعم الارهابيين.. ودعا حكومة بلاده إلى تغيير سياستها تجاه الدول الداعمة للارهاب وعدم تقديم المصالح الشخصية على الدم العراقي بحسب قوله. وأشار إلى أنّ “من صنع داعش هم المفخخون”.