- فاضل : اشباه
الاعلاميين ترأس المراكز الاعلامية لخدمة الاحتلال ومن جاء بكنفهم. -
مرصد الحريات الصحافية : السلطات العراقية تسعى
للسيطرة على التدفق الحر للمعلومات -
المؤسسات الإعلامية لم تكن في مأمن من عمليات
ها
المداهمة واقتحام القوات الامريكية ل
بمقتل الصحافية العراقية الزميلة ثروة
عبدالوهاب صباح الاحد السابق في هجوم مسلح على ايدي مجهولين في الموصل. يستمر
مسلسل الاعتداء على الصحافيين وانتهاك حقوقهم.
ففي العراق لا صوت يعلو فوق صوت النار, القتل
والدمار حالة شبه يومية فلا يكاد يمر اسبوع من دون احصائية تحمل عشرات القتلى
ومئات الجرحى, كذلك المتابع لما يجري هناك لا يستطيع ان يدرك ماهية العدو من غيره
فكلاهما مختلط على بعضه, فالانقسامات والتيارات والطوائف والتوجهات اكثر ما تعاني
منه بلاد الرافدين, لذلك القائمون على العراق والقادمون على ظهر دبابات القوات
الغازية ليس من مصلحتهم ان تتضح معالم المعادلة او تبيان وجوه اطراف النزاع
الحقيقي حتى تصول وتجول الدبابات والشركات السارقة لخيرات العراق بين مصالح دول
واستراتيجية خطابات الساسة.
والناقل الوحيد والشرعي لما يحدث في ارض ما بين
النهرين هم الصحافيون والاعلاميون على مختلف اشكالهم وهذا ما لا يسر الاعداء
والحلفاء والنتيجة الحتمية ان يمارس ضد حاملي مشاعل الحقيقة الانتهاكات والممارسات
غير القانونية والانسانية تجاههم فقد أعربت منظمة "فريدوم هاوس"
بيت الحرية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها, عن قلقها من درجة العنف والمضايقات
الجسدية التي يتعرض لها صحافيون في العراق , مشيرة ان حرية الصحافة شهدت
تراجعا بارزا عام 2007 للعام السادس على التوالي.
وقال التقرير الذي اعده مرصد الحريات الصحافية
بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة, ان عمليات الرصد المنظم للانتهاكات المسجلة
ميدانيا او عبر بلاغات مباشرة من الضحايا خلال الفترة ما بين 3 ايار 2007 و3 ايار
2008 ادت الى تصاعد عمليات الاعتداء على الاعلاميين بالضرب وبمختلف اشكال الاهانة
من الاجهزة الامنية وعناصر الحمايات الخاصة ومنع الاعلاميين من تغطية الاحداث
الساخنة خاصة التفجيرات.
ومن الانتهاكات التي اوردها التقرير والتي اشار
الى ان "القضية التي ما زالت تشكل الخطر الاكبر على حياة الصحافيين هي عمليات
الاغتيال التي وصلت خلال فترة الاحصائية المعدة الى 37 عملية" مضيفا بان
اثنتين منهما "كانتا على يد القوات الامريكية".
وذكر التقرير ان المؤسسات الاعلامية "لم
تكن في مأمن من عمليات المداهمة واقتحام القوات العسكرية العراقية
والامريكية" حيث سجل مرصد الحريات الصحافية "خمس حالات من هذا النوع
تقاسمتها هذه القوات بالتساوي, من دون اوامر قضائية تبرر تلك المداهمات والعبث
بالمقتنيات وارهاب العاملين في تلك المؤسسات ومصادرة وثائقها وارشيفها الصحافي كما
حصل لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون العام الماضي".
واوضح التقرير ان اكثر ما رصد من انتهاكات لهذا
العام كان من قبل الاجهزة الامنية.
وذكر التقرير ان "سلسلة من الاعتداءات ظلت
تُمارس ضد الصحافيين من قبل قوات الامن العراقية وكانت بمجموعها تمر بلا عقاب ومن
دون إجراء تحقيقات تذكر فيها".
واضاف بان السلطات العراقية "ما زالت ترسل
رسائل مختلطة بشأن حرية الصحافة والتعبير, حيث تشجب وتستنكر الاعتداءات على
الصحفيين من ناحية, بينما تعجز اجهزتها التنفيذية المكلفة بتطبيق القوانين
والسلطات القضائية عن مقاضاة اي من مرتكبي تلك الاعتداءات.
ففي اتصال هاتفي عبرت من خلاله الصحافية
والاعلامية العراقية ذكريات فاضل عن مدى قسوة الاحتلال والموالين له بالتعامل مع
الجسم الاعلامي هناك وقالت فاضل التي حدثتنا من قلب بغداد ان الاحتلال وتغيير
النظام فرضا قيودا على الحريات الصحافية مما ادى الى تراجعها كما يمنع ذكر مصطلح
احتلال عبر وسائل الاعلام بحجة ان القوات الغازية جاءت محررة للشعب العراقي.
واضافت فاضل ان الصحف العراقية اليوم لا تكتب
الحقيقة ولا تتمتع بحرية واصبحت طائفية تخدم الاشخاص والاحزاب بمباركة من الاحتلال
والحلفاء عكس السابق او النظام المخلوع حيث كانت لنا حرية التعبير عن رأينا.
وتضيف فاضل: انا اعمل في حقل الصحافة والاعلام
منذ ما يزيد على ثلاثين عاما لم نفجع خلالها بزملاء اكفاء مثلما فجعتنا سنوات
الاحتلال الخمس السابقة فقد خسرنا رئيس تحرير مجلة "الف باء" التابعة
لوزارة الاعلام سابقا وقد قتل لانه صاحب موقف وشريف وقد قتلوا ايضا زميلنا عضو
مجلس نقابة الصحافيين موحان الظاهر وهو محامي من الصحافيين النشطاء لقد قتلوه امام
انظار اطفاله وعائلته, بل ان الفجيعة الاكبر اغتيال نقيب الصحافيين شهاب التميمي
قبل اشهر اضافة الى الزميلة اطوار بهجت, وتساءلت فاضل: ما ذنب هؤلاء سوى انهم
يفضحون جرائم الاحتلال.
وتشير فاضل ان العاملين في الصحافة والاعلام
سواء في المؤسسات الرسمية او الخاصة التي كانت على زمن الراحل صدام حسين قد ابعدوا
عن مواقعهم وعن اعمالهم بل ان اغلبهم عاطل عن العمل واصبح اشباه الاعلاميين ترأس
المراكز الاعلامية لخدمة الاحتلال ومن جاء بكن