لليوم الثاني على التوالي واجهت صحيفة «الوفاق» السودانية أمس الأحد 1/5/2005 تظاهرة ضدها، قادتها مجموعة من الطلاب تنتمي الى جماعات دينية في البلاد، احتجاجاً على نشر الصحيفة مقتطفات من كتاب «المجهول في حياة الرسول» للدكتور المقريزي الذي يشكك في نسب الرسول صلى عليه وسلم.
واتهم المتظاهرون رئيس تحرير الصحيفة ومالكها، الصحافي محمد طه محمد احمد، بالردة، وطالبوا بمحاكمته، وذلك من خلال هتافاتهم التي جاءت على شاكلة «الحد الحد لمن يرتد»، ولم تعترض الشرطة سبيل المتظاهرين، كما واصلت بعض مساجد الخرطوم الهجوم على الصحيفة وطه، وفتحت مجموعات أخرى بلاغاً ضد الصحيفة حول الموضوع.
وشقت التظاهرة عددا من شوارع الخرطوم، واستقرت في كلية الطب بجامعة الخرطوم لتعلن من هناك فتح باب جمع 20 ألف توقيع للمطالبة بمحاكمة طه بتهمة الردة، ويرجح ان تنتمي المجموعة الى جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان.
الى ذلك، أدان اتحاد الصحافيين السودانيين نشر الصحيفة للمقال المتعلق بكتاب «لمجهول في حياة الرسول». وقال في بيان وزعه مساء أمس أن الاتحاد «يرفض رفضاً تاماً ويدين النشر ويعتبره خطأً جسيماً ما كانت الصحيفة لتقع فيه وتنشر وتجتره مهما كانت المبررات».
وأضاف البيان «إن الاتحاد، إذ يدين هذا النشر، يدعو الصحافيين للتمسك بالقيم والمواثيق المهنية والسلوك الصحافي الذي يحترم العقائد والأديان والرسل الكرام». ودعت وزارة الإرشاد والأوقاف في بيان أصدرته أول من أمس المواطنين الذين تظاهروا إلى النأي عن أي مظهر من مظاهر عدم ضبط النفس أو العنف، منبهة الى أن القضية برمتها الآن أمام القضاء.
وأكدت الوزارة أن القضاء هو الجهة المناط بها واجب القيام بالعدل والقسط على ضوء أحكام الشريعة الإسلامية. وكان طه قد اعتبر التظاهرة ضد صحيفته بمثابة مساع من البعض لصرفها عن قضيتها الأساسية.