معهد الصحافة الدولي يندد بقتل الصحفيين ورقابة الإنترنت

ندد معهد الصحافة الدولي بمؤتمره السنوي في أدنبره بأسكتلندا بقتل الصحفيين أثناء تغطيتهم النزاعات وبالرقابة المفروضة على شبكة الإنترنت في الصين.

وأعرب المشاركون في المؤتمر الذي اختتم أمس عن مخاوفهم على أمن الصحفيين وعلى حرية الصحافة، في وقت سجل عدد  الصحفيين الذين قتلوا أو تعرضوا لأعمال عنف رقما قياسيا في العالم.
 
وعبر المجتمعون الذين ينتمون لستين دولة في بيان لهم عن صدمتهم لعدد الصحفيين الذين قتلوا في العالم أثناء ممارسة عملهم، داعين الحكومات إلى التحقق من إحالة القتلة إلى العدالة، وهو ما لا يحصل إلا نادرا حسب البيان.
 
ورأى المؤتمرون وهم صحفيون ورؤساء وسائل إعلام من مختلف بقاع العالم أن من مسؤولية الحكومات السهر على أمن الصحفيين، كما طلبوا من رؤساء وسائل الإعلام أن يحرصوا على تلقي الصحفيين تدريبا خاصا قبل إرسالهم إلى مناطق الخطر.
 
ورأى مدير المعهد الدولي لأمن الصحافة رودني بيندر أنه "غالبا ما يكون الصحفي  في ساحة المعركة المهني الوحيد غير المدرب".
 
المهمة الخطرة
وقال رئيس شبكة سي إن إن الدولية كريس كريمر إن "تغطية أحداث العراق هي اليوم أخطر المهام في تاريخ الصحافة".
 
ونوه مدير معهد الصحافة الدولي يوهان فريتس من النمسا إلى أن 372 صحفيا قتلوا خلال أداء عملهم في السنوات الخمس الأخيرة بينما سجن 723 آخرون.
  
وأوضح أنه من أصل 194 دولة راجع المعهد وضع الصحفيين فيها، تتوافر حرية صحافة فعلية في 73 بلدا تمثل 17% فقط من سكان العالم، في مقابل 54 بلدا فيها حرية صحافة جزئية و67 بلدا تغيب عنها حرية الصحافة كليا.
  
وأصدر معهد الصحافة الدولي قرارات أخرى تأسف لـ"تدهور" حرية الصحافة في أفريقيا وخصوصا في إثيوبيا وغامبيا وسيراليون وتطالب كينيا بإصدار قانون يضمن هذه الحرية.
  
ووضع المعهد خمس دول تحت الرقابة على اعتبار أن حرية الصحافة بها في تراجع، وهي إثيوبيا والنيبال وروسيا وفنزويلا وزيمبابوي.
  
رقابة الإنترنت
من جهة أخرى طالب المؤتمرون رسميا الصين برفع الرقابة عن الإنترنت والإفراج عن الصحفيين ومستخدمي الإنترنت المعتقلين، منددين في هذا الإطار بتواطؤ شركات أجنبية معها.
  
وقدر المعهد عدد المعتقلين حاليا في الصين بتهم تتعلق بالتعبير عن الرأي بما لا يقل عن ثلاثين شخصا.
  
ودعا معهد الصحافة الدولي الصين في قرار صدر بالإجماع إلى "رفع كل القيود التي  تمنع قيام صحافة منفتحة وحرة في هذا البلد"، مشيرا إلى أن عدد رواد الإنترنت في الصين يتجاوز 130 مليون شخص، وهو ما يجعل منها البلد الثاني عدديا بعد الولايات  المتحدة.
  
وجاء في القرار أن "الحكومة الصينية تعمل بشكل جدي مع شركات أجنبية راغبة في دخول السوق الصينية المربحة، على تطوير برامج معلوماتية تمنع المواطنين الصينيين من الوصول إلى معلومات حول حقوق الإنسان والديمقراطية".
  
وحث المعهد هذه الشركات الأجنبية على "عدم التعاون مع الرقابة وعدم تقديم معلومات حول المستخدمين يمكن أن تستغل لملاحقة صحفيين".
  
وتعرض موقع غوغل في يناير/كانون الثاني لحملة انتقادات حادة لموافقته على الالتزام بقانون الرقابة الصيني عند إطلاق خدمته في هذا البلد.
  
وأخيرا اختار معهد الصحافة العالمي رئيسا جديدا له هو البولندي بيوتر نيمتشيكي مدير مجلة غازيتا فيبورتشا الذي سيخلف مدة سنتين الكيني ويلفرد كيبورو. وسيعقد المعهد مؤتمره المقبل بعد عام في إسطنبول.