عمان – وثّق مركز حماية وحرية الصحفيين 13حالة قتل لصحفيين محترفين واختطاف 9 إعلاميين منذ بداية عام 2014 الجاري، حسب ما اعلن المدير التنفيذي للمركز نضال منصور في نتائج التقرير الربعي لحالة الحريات الاعلامية في العالم العربي 2014.
واعتبر منصور ان النتائج تثبت وقوع العالم العربي في “الهاوية” بالنسبة لوضع الحريات الصحفية والاعلامية، مشيرا إلى توثيق 331 حالة اعتداء على حرية الاعلام شملت 500 اعلامي و44 مؤسسة اعلامية.
الى ذلك، أبدت الصحفية والناشطة المصرية عبير سعدي، في جلسة تحت عنوان “الانتهاكات الواقعة على الاعلام في العالم العربي” ضمن فعاليات الملتقى الثالث للمدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي، استياءها من ترتيب مصر كثالث أكثر الدول العربية دموية بعد سوريا والعراق، موضّحة ان استياءها نبع من “عدم وجود حرب في بلادها لتحتل ذلك المركز”.
وقالت السعدي إن معظم الصحفيين الذين قتلوا في بلادها ماتوا برصاصة في الرأس، ما يدلل على انهم كانوا مستهدفين من قبل قناصة، معتبرة أن الصحافة تحولت من “مهنة البحث عن المتاعب” لمهنة البحث عن “الموت”، ومتطرقة لما اسمته “حرب الشوارع التي تشن على الاعلاميين بلا ضمانات او كفالات”.
وتحدث المشاركون عن النقابات الصحفية ودورها في الدفاع عن أعضائها، متسائلين إن كانت تؤدي دورا ايجابيا في السياق.
وفصّل الإعلامي سامي الحاج رؤيته للمؤسسات المذكورة من زاويتين، أولاهما إيجابية وتتعلق بالجهود التي تبذلها النقابات والمنظمات الدولية في سياق تطوير مهارات الصحفيين وزيادتها، و”التي لا تبذلها الدولة أو المؤسسات الاعلامية ذاتها لموظفيها”.
ومن زاوية أخرى، رأى الحاج أن المنظمات المذكورة ليس لها أدوار كبرى في وقف الانتهاكات الواقعة على الصحفيين او تقليلها وفي تغيير بعض السلوكيات الممارسة ضدهم والتي تؤثر سلبا على حيواتهم.
وتطرق المشاركون لتساؤل “إذا ما كانت نقابات الصحفيين بحد ذاتها مخترقة من قبل الدول ونظامها”، معتبرين الطرح قريبا للحقيقة إذ يوجد الكثير من النقابات التي تمتدح وتروج صورة بلدانها.
الصحفية المصرية عبير السعدي عدت الثورات “قضت على سلالم النقابات”، معتبرة أن كثيرا من النقابات تآمرت مع الدول على ابنائها، ومطالبة بتحسينات قوانين الصحفيين.
وطالبت السعدي بتقنين “خطاب الكراهية” وايجاد مخرج منه، “كون المتضرر النهائي ليس الاعلامي المصدّر للكراهية، وانما المتلقي الذي ستتفاعل لديه المشاعر” الامر الذي سيؤدي إلى أزمات وحروب.
الصحفي والحقوقي ثيموني سبينس قال إن تفاوتا ملحوظا كان بين معالجة البلدان للثورات لديها إذ شهدت بعض الدول قمعا بينما شهدت أخرى ثلاث سنوات من التغيير والاصلاحات، مصنفا الأردن من ضمن الفئة الثانية.
الوضع التونسي تحدث عنه الصحفي والناشط زياد الهاني، والذي عدّ دولته “حالة استثنائية رغم ما فيها من انتهاكات”، محتجا على شمل تونس ضمن الدول المتجهة نحو الهاوية ومقترحا ان يتم الحديث عنها كصاعدة لـ”جبل الحريات”.
وأجاب الهاني على واحد من محاور الجلسة الذي يسأل عن وجود “منتهكين جدد” للحريات الاعلامية، إذ أكد أن هناك “ميليشيات” مختلفة تتكفل بالانتهاكات المتنوعة، إلا أنه عدّ تغيّر طرق تكميم الافواه مؤشرا على التقدم، ومشددا على كون الاعلام التونسي “عرف اللعبة” ولم يتجه للاستقطاب كما في غيره من البلدان، ما وفّر على الدولة الكثير.
من جانبه، رئيس مرصد الحريات الصحفية العراقي زياد العجيلي اعتبر ارضية بلاده خصبة للارهاب وقمع الحريات، في ضوء وجود جماعات مسلحة “كالقاعدة وجبهة النصرة”، مشيرا الى ان ما لايقمعه هؤلاء يتكفّل به الجيش.
ولفت الهاني إلى “الغياب عن محاسبة الصحفيين المنتهكين في العراق”، مطالبا بإيجاد طريقة تحمي الصحفيين بصورة أو بأخرى.
وشارك في الجلسة أيضا كل من: جيم بو ملحة، وآدم كوجل وتيموثي سبينس، ويسّرها رئيس المركز نضال منصور.
وجاءت الجلسة ضمن نشاطات اليوم الثاني والاخير للملتقى الثالث للمدافعين عن حرية الاعلام في العالم العربي والذي ضمّ اكثر من 350 اعلاميا واعلامية من العالم العربي.