انتقدت رابطة الصحافيين الألمان بشدة الإجراءات الأمنية التي فرضت على محرر في مجلة Cicero التي تصدر في مدينة بوتسدام لامتناعه عن البوح بمصدر معلومات نشرها في المجلة تتعلق بالإرهابي الأردني ابو مصعب الزرقاوي حيث داهمت قوى الأمن شقتيه في برلين وبوتسدام بناء على مذكرة من المدعي العام وصادرت الكثير من المواد الإعلامية وجهاز الكمبيوتر، وساند موقف الرابطة عدد من نواب الحزب الليبرالي.
وكتب المحرر برونو شيرا، وهو يركز في كتاباته على قضايا الشرق الاوسط والإرهاب، في عدد المجلة الذي صدر في شهر نيسان ( أبريل) الماضي مقالا مثيرا للدهشة عن بروز الزرقاوي في تنظيم القاعدة، أورد فيه معلومات سرية حصل عليها من ملف يحمل الحرفين “VS” تابع من للمكتب الجنائي الاتحادي.
وتضمنت الصفحة رقم 125 تقريرا عن ملاحقة المحققين في المكتب الجنائي الاتحادي لنشأة الزرقاوي وبروزه في عالم الإرهاب، وصنف بناء على تقديراتهم كقيادي إرهابي له شبكة مستقلة يديرها بنفسه.
وما يلفت النظر أن المجلة نشرت الخبر من دون أن تتلقى يومها أي تعليق من المكتب الجنائي الاتحادي، لكن المكتب تقدم الآن بدعوى ضد المحرر، لاعتبار ما حدث هو بوح بالأسرار وتعدي على سرية مصالح ألمانيا الأمنية.
وتحاول الدائرة حاليا عبر التحقيق مع المحرر الكشف عن اسم الشخص الذي سرب له المعلومات.
من جهتها اعتبرت رابطة الصحفيين الألمان الإجراء تعديا واضحا لحرية الصحافة في ألمانيا وقال متحدث باسمها إن الإجراء محاولة لإرغام الصحفيين كي يتحولوا إلى عملاء للدولة، فالحفاظ على سرية مصدر المعلومات هو أساس لكل صحافة حرة ومستقلة”.
وانتقد دوائر الأمن التي تضع بعض الصحفيين المراقبة مثل مراقبة هواتفهم أو تعرض مكاتبهم للمداهمة من أجل الكشف عن مصادر معلوماتهم. وكان المحرر يوم مداهمة منزله في تل أبيب وتلقى عبر هاتفه الجوال مكالمة من موظف من المكتب الجنائي الإقليمي يعلمه بدخول عناصر من الأمن من نافذة حمامه إلى شقته في برلين للتفتيش.