ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي ينطلق في عمان غداً

– إعلاميون عرب وأجانب يبحثون عن دور لإعلام في الربيع العربي والتحديات التي تواجه الصحفيين العرب.

– منصور: أول مؤتمر من نوعه يبحث عن المتغيرات في الإعلام بعد “الربيع العربي”.

تنطلق صباح يوم الاثنين الموافق 5 ديسمبر 2011 في فندق الماريوت بعمان فعاليات مؤتمر “ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي” الذي ينظمه مركز حماية وحرية الصحفيين وبدعم من السفارة النرويجية في الأردن وبرعاية العديد من المؤسسات الوطنية.

ويسعى الملتقى الذي يستمر لثلاثة أيام العمل على تحديد أهم التحديات التي تواجه الإعلام العربي خاصة في ظل الربيع العربي ودعوات الإصلاح، وبناء فهم أفضل لدور الإعلام في الثورات والاحتجاجات الشعبية، ومناقشة وتحديد التحديات التي تواجه المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي، ووضع خطط عمل لمأسسة جهود المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي، ووضع تصورات لآليات عمل وخطط عملية للحد من الانتهاكات ضد الإعلام، وتنسيق الجهود مع المؤسسات الدولية لمساندة الجهود الإقليمية في دعم حرية الإعلام العربي وحماية الصحفيين العرب، ودعم الجهود الدولية الرامية لإقرار اتفاقية دولية لحماية الصحفيين في مناطق النزاع واعتماد شارة دولية للإعلاميين.

وسيحاول المشاركون في المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه الإجابة على العديد من الأسئلة الهامة المتعلقة بدور الإعلام العربي في الثورات العربية، ودوره في التغطية الإعلامية والصعوبات التي واجهها الإعلاميون العرب في تغطية الثورات العربية، وفيما إذا تغيرت قواعد اللعبة الإعلامية بعد الثورات العربية.

ويمهد المؤتمر للإجابة على سؤال مركزي وهام وهو هل كان الإعلام العربي صانع حقيقي للثورات العربية ومحرض عليها أم كان مجرد ناقل للأحداث، وما هو مستقبل الإعلام العربي في زمن الربيع العربي.

ويبدأ المؤتمر أعماله صباح غد الاثنين بحفل الافتتاح الذي تديره الإعلامية الأردنية في فضائية العربية الزميلة منتهى الرمحي، ثم يلقي الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصور كلمة ترحيب بالمشاركين الأردنيين والعرب والأجانب، ويشرح فيه أهداف المؤتمر، ثم كلمة للسفير النرويجي في عمان، قبل ان يتم عرض فيلم عن الثورات العربية والحركات الاحتجاجية.

ويشارك في المؤتمر 120 إعلاميا وحقوقيا وناشطون في الدفاع عن حرية الإعلام والتعبير ومدونون وفنانون وقضاة وباحثون ومؤسسات مجتمع مدني محلية وإقليمية متخصصة في الدفاع عن حرية التعبير وحرية الإعلام وحقوق الإنسان وفقا لما قاله الرئيس التنفيذي لمركز حمية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصور.

وقال الزميل منصور في تصريح صحفي أن “المتغيرات المتعددة التي رافقت مسيرة وأداء الإعلام العربي في ظل الاحتجاجات والثورات العربية تحتاج بالضرورة لدراستها وتقييمها ووضع تصوراتنا كإعلاميين مختصين لما يمكن أن يكون عليه الإعلام العربي في ظل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة العربية والإعلام العربي”.

وتابع قائلا “إن المؤتمر لن يستمع فقط لآراء الخبراء والمختصين بل سيشارك فيه آخرون كانوا من ضمن المحتجين في مصر وسوريا وتونس واليمن، لمعرفة تقييماتهم لأداء الإعلام العربي”.

وأضاف منصور، هناك بالتأكيد تحولات واضحة في أداء الإعلام العربي في ظل الثورات العربية، وهناك تحول بدا واضحا في الفترة الأخيرة تمثل بانقسام الإعلاميين العرب بين مؤيد للربيع العربي بكل تفاصيله، وبين معسكر أخر يدعو للتريث والانتظار.

وشدد منصور على أهمية المؤتمر الذي ستنطلق أعماله صباح غد الاثنين قائلا انه أول مؤتمر من نوعه في العالم العربي يبحث في معطيات الإعلام العربي ودوره في الثورات العربية، ويحاول الإجابة عن أسئلة المستقبل، وعما إذا كان الإعلام العربي محركا حقيقيا للثورات العربية أم أنه كان مجرد متلقي فقط.

وأشار منصور إلى ما أسماه “الجدل الذي لا ينتهي” حول دور الإعلام العربي ومدى قوته في تأدية واجباته إزاء نقل الحقائق، وفيما إذا بقي الإعلام العربي منحازا أم أنه تحول إلى شريك مزدوج بين إعلام يدافع عن السلطة وإعلام آخر يدافع عن المحتجين، وهذا ما سنحاول الإجابة عليه في الملتقى.

وأضاف منصور أن المجتمعات العربية اقتربت أكثر من الإعلام خاصة بعد أن بدأ بالتحرر نسبيا من سيطرة السلطة السياسية والأمنية، وأصبح المواطن العربي شريكا في صناعة المحتوى الإعلامي عبر وسائط التفاعل الإلكتروني، إلا أنه لم يتحرك بما يكفي بعد لبناء منظومة مجتمعية تدافع عن حرية الإعلام باعتباره حق للمجتمع في المعرفة، كما أن المؤسسات الحقوقية لم تبذل بعد جهودا كافية ليصبح الدفاع عن حرية الإعلام واستقلاله وعن أمن وسلامة الصحفيين أولوية في عملهم.

وأكد منصور أن الهدف الرئيسي للملتقى هو دعم حرية واستقلال الإعلام في العالم العربي من خلال بناء شبكة من المدافعين عن حرية الإعلام تجمع إعلاميين ومدونين وقانونين وناشطين حقوقيين وبرلمانيين ومؤسسات مجتمع مدني لمأسسة جهود الدفاع عن حرية الإعلام ووضع إستراتيجية عربية لدعم استقلال وحرية الإعلام والحد من الانتهاكات الواقعة ضده وتعزيز البيئة المجتمعية الحاضنة للإعلام.

وشدد منصور على أن المخاطر التي يتعرض الصحفيون والإعلاميون العرب لها في الربيع العربي لم تختلف عما كانت عليه قبل الربيع العربي قائلا “إن المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون لا تقتصر فقط على التشريعات بل تمتد إلى مواجهة خطر الاستهداف والاعتداءات والتهديدات والتي ترتكب من قبل أجهزة السلطة الحكومية والأمنية وأحيانا من قوى مجتمعية مرتبطة بالسلطة تمارس إرهابا ضد الإعلام تحت عين وبصر الحكومات دون أن تتعرض لمساءلة، بل وأحيانا تمارس ذلك بتشجيع ورعاية من الحكومات، كما تشمل قائمة المخاطر تشويه السمعة والتضييق في العمل وسبل العيش وهو ما يحول دون وجود بيئة حاضنة داعمة لاستقلالية وحرية الإعلام”.

وتنقسم أعمال الملتقى الذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي إلى قسمين رئيسيين، الأول ويتمثل بعقد جلسات نقاش مفتوحة لمدة يومين في عمان، بينما سيخصص القسم الثاني لعقد جلسات نقاش وحوار مغلقة ليوم واحد في البحر الميت تنتهي بجلسة ختامية لاستعراض النتائج والتوصيات النهائية.

ويقتصر حضور الملتقى فقط على المدعوين والمسجلين في الملتقى ممن يحملون الباجات الخاصة به، وهو مغلق وليس مفتوحاً للجمهور بل للمتخصصين.

وستركز جلسات الحوار المفتوحة على جدلية العلاقة بين الإعلام والثورات والحركات الاجتماعية.

ومن المشاركين في الملتقى المدير العام السابق لفضائية الجزيرة وضاح خنفر، والفنان خالد يوسف والفنان خالد أبوالنجا، والفنانة تيسير فهمي، وعمرو حمزاوي، ووزير حقوق الإنسان السابق في العراق بختيار أمين، ونقيب الصحفيين العراقيين جواد اللامي، ونقيب الصحفيين التونسيين نجيبه حمروني، ورئيس تحرير قناة فرانس 24 احمد كالم، ورئيس تحرير قناة BBC العربية، وجمبو ملحه، رئيس الاتحدا الدولي للصحفيين، ود. اغنس كالامارد، المديرة التنفيذية لمنظمة المادة 19،
وانتنوني ميلز مدير قسم حرية الصحافة والاتصال في المعهد الدولي للإعلام، وبرت تانجن نائبة مدير المعهد النرويجي للصحفيين، واليسا تنسلي مدير برنامج نايت للمنح ادلوية للصحفيين في المركز الدولي للصحفيين، وبيتر نورلاندر مدير قانوني في مبادرة الدفاع القانوني للإعلام وآخرون.

وتتوزع فعاليات اليومين الأولين على سبع جلسات رئيسية، حيث ستنعقد في اليوم الأول أربع جلسات، ستناقش الجلسة الأولى التي يديرها وزير الإعلام السابق الزميل طاهر العدوان واقع حرية الإعلام في العالم العربي لتشخيص أوضاع الأعلام في الدول العربية والعوامل التي تؤثر فيه، ومناقشة التحديات التي يواجهها الإعلام والانتهاكات التي يتعرض لها.

وتخصص الجلسة الثانية التي سترأسها وتديرها الفنانة المصرية تيسير فهمي لعرض فيلم قصير عن كيفية رؤية الشارع العربي لتغطية الإعلام للثورات وحركات الاحتجاج الشعبي من إعداد قناة العربية، يليه عرض لاستطلاع رأي أعده مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ويتولى عرضه د. موسى شتيوي.

ويستعرض المشاركون في الجلسة الثالثة التي سيديرها المخرج المصري خالد يوسف واقع الانتهاكات التي تعرض لها الإعلام خلال تغطيته للثورات والاحتجاجات الشعبية وهل كان الإعلام العربي أول الضحايا في هذه الثورات والحركات الاحتجاجية.

وتناقش الجلسة الرابعة التي سيديرها رئيس تحرير وكالة (معاً) الإخبارية ناصر اللحام من فلسطين دور الإعلام الجديد ومواقع التفاعل الاجتماعي خلال الثورات والحركات الاحتجاجية وفيما إذا كانت قواعد اللعبة الإعلامية قد تغيرت في زمن الربيع العربي.

وتبدأ أعمال اليوم الثاني بالجلسة الخامسة التي تديرها الصحفية ومقدمة البرامج في تلفزيون المستقبل نجاة إبراهيم وستخصص للإجابة على سؤال هام هو “هل الإعلام صانع للثورات والحركات الاحتجاجية ومحرض عليها.. أم ناقل للأحداث؟”، وتحت عنوان “الإعلام العربي في قفص الاتهام” وسيتم فيها مناقشة الجدل حول دور الإعلام خلال الثورات وتغطيته للاحتجاجات والثورات.

وستخصص الجلسة السادسة في ثاني أيام المؤتمر والتي سيديرها المدير العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر علي المري لدراسة مستقبل الإعلام في زمن الربيع العربي، واثر الثورات والحركات الاحتجاجية الشعبية على واقع ومستقبل الإعلام العربي.

وتناقش الجلسة السابعة دور المؤسسات الحقوقية عربيا ودوليا، وأين تقف، وماذا فعلت خلال الربيع العربي؟، بهدف مراجعة وتقييم دور وأداء هذه المؤسسات الحقوقية المدافعة عن حرية الإعلام في الدفاع عن الصحفيين وعن حرية الإعلام.

وسينتقل المؤتمر في يومه الثالث إلى البحر الميت لعقد جلساته المغلقة من خلال تنظيم ورشات عمل للمشاركين تستهدف وضع خطة للمساعدة في مأسسة الدفاع عن حرية الإعلام العربي.

وسيتم عقد ثلاث جلسات عمل ستخصص الجلسة الأولى التي يديرها رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتيين محمد يوسف لاستعراض واقع مبادرات وجهود الدفاع عن حرية الإعلام العربي، من خلال عقد جلسة تمهيدية لعرض واقع حركة الدفاع عن حرية الإعلام وتشمل، واقع التشبيك والجهود الجماعية والتحالفات، وواقع جهود رصد وتوثيق الانتهاكات، وواقع آليات التحرك العاجل والمدافعة.

وسيتم في الجلسة الثانية تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات عمل لوضع خطط عمل محددة في ثلاثة محاور، بحيث تتولى المجموعة الأولى وضع تصوراتها عن آليات تشبيك جهود المدافعين عن حرية الإعلام العربي ويرأسها رئيس مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في اليمن عز الدين الأصبحي.

وتتولى المجموعة الثانية التي يرأسها الخبير الأردني في قضايا حقوق الإنسان د.محمد موسى وضع تصوراتها عن آليات تطوير رصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الإعلام العربي، فيما ستضع المجموعة الثالثة التي سيرأسها مستشار شؤون العالم الإسلامي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر عامر الزمالي تصوراتها حول آليات تطوير التعاون الفعال مع المؤسسات الدولية لدعم حرية الإعلام وآليات تحرك ودعم ومساندة الجهود الدولية لتطوير المنظومة الدولية الخاصة بحماية وامن الإعلاميين.

وستخصص الجلسة الثالثة والختامية لعرض خطط عمل المجموعات، واستعراض كامل النتائج والتوصيات.

ويشارك في الملتقى وفود تمثل كل من مصر، تونس، اليمن، سوريا، فلسطين، ليبيا، لبنان، العراق، السعودية، البحرين، قطر، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، الجزائر، المغرب، السودان، إلى جانب شبكات إعلامية فضائية وهي قناة العربية، وقناة الجزيرة، ألـ BBC عربي وفرانس 24، وتشارك أيضا العديد من المؤسسات الدولية الداعمة والمدافعة عن حرية التعبير والإعلام وحقوق الإنسان.