أخبار الآن-
يبدو أن تنظيم داعش تمكن من اغتيال ناشط آخر من أعضاء “حملة الرقة تُذبح بصمت” أمس الأربعاء 16 كانون الأول 2015 عندما سدد مجهولون رصاص مسدساتهم إلى رأس “أحمد محمد الموسى” أثناء عودته إلى منزل يقطن فيه مؤقتاً ببلدة “أبو ظهور” في ريف إدلب فأردوه قتيلاً.
مسرح جريمة الاغتيال هذه المرة ليس مدينة الرقة، العاصمة المفترضة للتنظيم الإرهابي في سوريا، ولا مدينة أورفا التركية، حيث امتدت يده لتغتال الناشطين إبراهيم عبد القادر “الباز الفراتي” وفارس الحمادي في 30 تشرين الأول 2015، بل “بلدة أبو ظهور” في ريف إدلب وهي منطقة لا تخضع لسيطرة تنظيم داعش. وهي إذاً عملية الاغتيال الثانية لناشط من نشطاء حملة “الرقة تُذبح بصمت” وعملية الاغتيال الثانية لناشط رقي معارض للتنظيم تُنفذ في منطقة غير خاضعة لسيطرة التنظيم، ما يُشير، ربما، إلى بدء التنظيم بممارسة سياسة اغتيالات ممنهجة لمناهضيه حيثما تمكن منهم.
والناشط “أحمد محمد موسى” كان قد نزح من الرقة مع مَنْ تبقى من أفراد أسرته بعد أن اعتقل تنظيم داعش والده “محمد موسى” لمدة شهر تقريباً ثم قتله مع اثنين من الناشطين المدنيين المناهضين للتنظيم المتشدد ونشر عملية القتل في إصدار مرئي خاص بذريعة عمله ضد التنظيم.
وبلدة “أبو ظهور” تخضع لسيطرة تنظيمين سلفيين جهاديين آخرين هما تنظيم “جبهة النصرة” وتنظيم “جند الأقصى”، الأمر الذي يدعو إلى التشاؤم في ما يخص إمكان الحصول معلومات صحيحة عن عملية الاغتيال أو في ما يتعلق بالقبض على الجناة ومحاسبتهم.
يقول “أبو حسان” أحد الناشطين الرقيين المقيمين في مدينة غازي عينتاب: “يبدو أننا لم نبتعد كفاية عن عصابة داعش .. أشعر أنّي مهددٌ شخصياً، رغم أني غير ناشط حالياً. كلما نالوا من أحد الشباب رأيت الخوف والألم وربما اليأس في عيون الشباب”.
أما “أبو عادل” المقيم في أورفا، فيرى أن أشد ما يؤلم في عمليات الاغتيال هذه هو أنها تستهدف “الشباب الذين صنعوا وحركوا الثورة .. الجيل الذهبي الذي استهدفه النظام قتلاً واعتقالاً وتهجيراً، وها هو تنظيم داعش يستكمل المهمة”.
وقد تناقل أبناء الرقة خبر اغتيال “أحمد” بكثير من الألم والقلق نظراً للثمن الباهض الذي دفعته هذه العائلة نظير كفاح أفرادها في الثورة وخشية من أن تطال يد الغدر المزيد من الناشطين الديمقراطيين الموضوعين على قوائم التصفية الداعشية.
وفي هذا السياق، أكد اثنان من الناشطين الرقيين المقيمين في تركيا تلقيهم تهديدات صريحة بالتصفية من أفراد منتسبين إلى تنظيم داعش عبر تطبيق الواتس أب whatsapp.
وكان تنظيم داعش قد بدأ منذ ظهوره في مدينة الرقة في أواسط العام 2013 سياسة منهجية في خطف واغتيال وتهجير كل شباب الثورة المحليين إضافة إلى ما كانت، ولا تزال، تعانيه المدينة من قصف من قبل نظام الأسد، والتحالف الدولي لاحقاً مما دفع أكثر من ثلثي سكان المدينة إلى مغادرتها، إما إلى مدن سورية أخرى اعتبروها أكثر أماناً واستقراراً أو إلى خارج البلاد في تركيا ومن ثم إلى رحلة لجوء أطول وأقسى في أوربا.