منعت السلطات الليبية الكاتب الليبي عزالدين
اللواج من الكتابة في الصحف الرسمية الليبية عن طريق تعلميات شفوية صدرت من مدير
المؤسسة العامة للصحافة الليبية ـ بحسب المنظمة العربية لحرية الصحافة ـ خلال
الفترة الماضية بشأن عدم نشر أي مقالات أو دراسات للكاتب الليبي اللواج.
وقد شمل المنع كافة الصحف التابعة للمؤسسة التي
تمتلكها وتديرها الدولة، والتي من بينها صحف الجماهيرية، الشمس، الفجر الجديد،
والزحف الأخضر.
من جهتها استنكرت المنظمة العربية لحرية
الصحافة منع الكاتب اللواج من الكتابة في الصحف الرسمية الليبية وناشدت السلطات
المسؤولة مراجعة قرار المنع من النشر في الصحف الرسمية الليبية والتوقف عن فرض
قيود على حرية النشر والتعبير في ليبيا تحت أي مسمى من المسميات.
وقال اللواج في تصريح خاص لصحيفة (ليبيا اليوم)
الإلكترونية أن "المؤسسة العامة للصحافة تمارس على الكتاب الليبيين
استراتيجية الرصاص الاخرس وتحاول قولبة إنتاجهم فى إطار كتابى متخلف ومتكلس"،
ودعا إلى "إعادة النظر فى الخطاب الاعلامي برمته وإعادة بنائه على أسس
موضوعية بعيدة عن الممارسات القمعية التى تصادر حق الكاتب فى التعبير عن رأيه فى
مختلف القضايا بدون أى قيود".
وبين اللواج أن "جهات الاختصاص والعلاقة
فى الدولة مطالبة بوضع حد للفساد المستشرى فى الدوائر الثقافية والاعلامية". مشيرا
إلى أن هذا الفساد "ما كان ليحدث لو صممنا منذ البداية على التأسيس العملى
البناء للدولة الديمقراطية الحديثة المرتكزة على قيم تعزيز المواطنة واحترام
التنوع المعرفى الخلاق".
وكان الباحث عز الدين اللواج، والمختص في
الدراسات السياسية قد نشر عددا من نتاجه في المجلات الليبية المتخصصة والمراكز
البحثية والمواقع الثقافية بالداخل والخارج، كان قد بعث بمذكرة احتجاجية إلى رئيس
المؤسسة العامة للصحافة عبد الرزاق الداهش ومدير فرع المؤسسة في بنغازي سعد نافو،
جاء فيها:
المحتـرم / رئيس المؤسسـة العامـة للصحافـة
المحتـرم / مديـر فـرع المؤسسة العامة للصحافة
ـ بنغـازي
تحية طيبة وبعد ،
بأسلوب مُهين وبشكل سيء للغاية قام مدير مكتب
صحيفة الجماهيرية (فرع بنغازي) والتابع لمؤسستكم بالرد على استفساري المتعلق
بأسباب عدم نشر مقالاتي ودراساتي التي أرسلتها بناءً على طلبه لصحيفة الجماهيرية
وبقية صحف المؤسسة .
لقـد تم إبلاغي من قبل مدير مكتب صحيفة الجماهيرية
في بنغازي بأن أسباب عدم نشرها عديدة منها:
أولا:ً قيامي بالكتابة في صحف ومواقع الإنترنت
"المشبوهة" على حد قوله .
ثانياً: الكتابة في مواضيع غير مرغوب في نشرها
بصحف المؤسسة .
ثالثاً : وجود بعض المواد منشورة بمجلة المؤتمر
أو الانترنت "علماً بأنني أرسلت لأكثر من صحيفة مواد خاصة ولم يتم
نشرها".
رابعاً :أسلوب الكتابة لا يتماشى مع النمط
التعبوي المباشر الموجود بالصحف المحلية .
كما حددت لي مواضيع معينة للكتابة تحت محورها
التعبوية، وطلب مني مدير مكتب صحيفة الجماهيرية في بنغازي ضرورة الحضور لمقر
الصحيفة حتى يتم تعليمي طريقة الكتابة السياسية في صحف المؤسسة، بعد ذلك تم أخباري
بأنني بناءً على تعليمات شفوية من رئيس المؤسسة العامة للصحافة ممنوع من النشر في
صحف المؤسسة ، ونظراً لأن هذا الأسلوب في التعامل هو أسلوب قمعي مهُين لي ككاتب
نشر إنتاجه في أفضل الصحف ومراكز الأبحاث العربية والدولية فإنني أُطالب بتوضيح
كتابي بخصوص ما ورد في أسباب منعي من النشر في صحف المؤسسة العامة للصحافة وما إذا
كان من حقكم مصادر حقي في التعبير ؟؟؟ .
أو إهانتي بهذه الطريقة أو فرض نمط معين من
الكتابة السياسية في صحف مؤسستكم الحكومية التي تحتكر العمل الصحفي في بلادنا ؟؟؟
.
إن مثل هذا الأسلوب هو أسلوب غير منطقي يعد
انتهاكاً صارخاً لحقوقي كعضو في رابطة الصحافيين والإعلاميين ورابطة الكتاب
والأدباء ويعبر عن حجم الوضع المزري الذي يمر به المثقف الليبي في ظل هذه المعاملة
الظالمة والتي لن ينجم عنها إلا الغبن والقهر والاحتقان.