صدر تقرير متخصص في القاهرة الى وضع رؤية واضحة وشاملة لكيفية بناء محتوى رقمي عربي قادر على التفاعل وتلبية احتياجات المستخدم العربي والحفاظ على الهوية والثقافة العربية.
ودعا التقرير الذي اعده خبراء المجلس القومي للثقافة والاعلام الى زيادة القاعدة المحلية لمستخدمي الانترنت على أن تشارك في صياغة هذه الاستراتيجية جميع الكيانات المعنية بالانترنت بداية من شركات تقديم خدمات الانترنت وشركات المحتوى والمنتدى العربي للانترنت.
وذكر ان المحتوى العربي على الانترنت حقق على مدار الاعوام الاخيرة تقدما ملحوظا من حيث التنوع وتلبية بعض الاحتياجات الخاصة بالمستخدمين في المنطقة.
ولاحظ أنه مازال هناك فجوة كبيرة بين ما يقدمه المحتوى العربي الرقمي بمستواه الحالي وبين تطلعات المستخدمين لشبكة الانترنت لاسيما مع اطلاق خدمات الانترنت فائق السرعة.
واشار الى أن نسبة المحتوى العربي على الانترنت مازالت لا تتجاوز 0.01 بالمئة من اجمالي محتوى الشبكة كاشفا عن ان عدد المواقع العربية على شبكة الانترنت وصل الى 14 الف موقع مقابل 35 ألف موقع لاسرائيل. واضاف ان الشبكة الالكترونية العربية تتنوع بين اسلامية المواقع وثقافية في الوقت الذي تخلو فيه من موقع سياسي عربي يمكن أن يعبر عن قضية سياسية موحدة في العالم العربي باستثناء مواقع الصحف العربية.
ودعا الى الاسراع في انشاء انترنت عربية وتزويدها بالمعلومات المتجددة التي تهم المشاركين العرب وغيرهم بدلا من الاعتماد على الشركات العالمية وأن يتم التوسع في هذه الشبكة لتصبح بلغات عالمية تسمح للشركات والمؤسسات الدولية استخدامها.
كما دعا الى انشاء مكتبة عربية لابراز الثقافة العربية في شكلها الاجمالي والعمل على التنسيق بين وزارات الثقافة والتعليم والاعلام بالوطن العربي للوصول الى استراتيجية ذات اطار قومي تحدد قنوات التواصل الثقافي والفكري بين العرب.
وشدد التقرير على أهمية أن تطرح المجموعة العربية في منظمة اليونسكو موضوع المحتوى الثقافي على الشبكة الالكترونية للوصول الى اتفاق بين الدول الأعضاء على تغذية شبكاتها الرسمية بالمواد الثقافية العربية التي توثق الروابط الانسانية مع تنحية ما يغذي الصراعات العرقية والنزاعات الطائفية والفوارق اللغوية والتمييز العنصري. وطالب باحداث تكامل معلوماتي عربي يقوم على حشد الامكانات والمشاركة في الموارد المعلوماتية لمواجهة التكتلات العملاقة والتصدي للنزعة الاحتكارية خاصة في مجال صناعة البرمجيات والاهتمام باصدار تشريع عربي يعالج جميع المشكلات المتصلة بالمعلومات وبثها واستخدامها. وقال ان أغلب الشركات التي تعمل فى مجال المحتوى الرقمي تقوم بجهود فردية متناثرة ويعتمد الكثير منها على مفهوم الترجمة والقص والنسخ من مواقع أجنبية ” لترشيد النفقات ” الأمر الذي يؤدي لوجود محتوى رقمي مشوه أو غير مناسب مع احتياجات مجتمعاتنا.
وذكر ان المحتوى الرقمي على الانترنت يلعب دورا ايجابيا في زيادة قاعدة مستخدمي الانترنت خاصة مع النجاح في تلبية المتطلبات الأساسية للمستخدمين موضحا انه بدون توافر هذا المحتوى الرقمي لن تتمكن مختلف فئات المجتمع من المشاركة في التنمية التكنولوجية وسيقتصر الاستخدام على من يجيدون اللغات الأجنبية. قال انه حان الوقت لقيام وزارات الاتصالات العربية باعطاء دفعة قوية لصناعة المحتوى الرقمي على الانترنت بما يؤدي الى تنمية ودعم هذه الصناعة الوليدة من خلال توفير اليات تسمح بتحقيق عائد مادي للشركات الخاصة التي تعمل في مجال صناعة المحتوى.