اكد نائب رئيس الوزراء الدكتور مروان المعشر ان امام العالم العربي اشواطا قبل الوصول الى اعلام مهني حر ووطني ومسوءول وان هناك محاولات في الوطن العربي في المرحلة الاخيره تسعى نحو تحقيق تلك الاهداف .
وبين المعشر خلال افتتاحه في فندق ريجنسي اليوم ورشة بناء القدرات الصحفية والحماية القانونية للاعلاميين العراقيين ان الاردن بدأ بمجموعة من الخطوات في طريقه ومشواره نحو اعلام حر وطني ومسؤول.
وتعقد الورشة بتعاون بين مركز حماية الصحافيين ومنظمة الامم المتحدة للثقافة والعلوم اليونسكو.
واوضح ان اولى هذه الخطوات فك سيطرة الدولة على وسائل الاعلام من خلال مجموعة اجراءات من بينها التشريعات، اذ اعد قانون عصري للمطبوعات والنشر وقانون اخر لحق الحصول على المعلومات سيرسل الى مجلس الامة لاقراره.
كما وضع الاردن مجموعة من الاجراءات تعطي الاستقلالية التحريرية لوسائل الاعلام الرسمية.
واضاف المعشر ان السعي لتحرير الاعلام لا ينتهي عند التشريعات فقط وانما يجب ان يرافقه تغيير في نمطية الثقافة المجتمعية السائدة و من بين مظاهرها ان المسؤولين لم يتعودوا على النقد وتقبل الرأي الاخر.
وقال ان الصحافة ما تزال تخلط النقد البناء بابداء الرأي واغتيال الشخصية مبينا ان التشريعات الواضحه تحكم مثل هذه الممارسات. وبين المعشر ان الاردن والعراق يرتبطان بعلاقة تاريخية وان على الاعلام في البلدين اظهار الصورة الحقيقية لتلك العلاقة مشيرا الى اهمية الورشة في المساهمة في هذا المجال.
وقال ممثل اليونسكو في العراق محمد دجليد ان العراق يمر بظروف صعبة تحتاج الى تضافر جهود ابنائها لتجاوزها وان الصحافيين يحملون جزءا كبيرا من تلك المهمة لبناء العراق الجديد.
واشار الى ان منظمات دولية عديدة تساعد العراقيين في تلك المهمة الا انه اكد ان الدور الاساس والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق العراقيين انفسهم ليتسنى للصحافيين العراقيين القيام بمهامهم وفق معرفة قانونية كي يتجنبوا الملاحقات القضائية التي تعيق واجباتهم الصحافية.
وقال مدير مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور انه لا يمكن الحديث عن الاصلاح السياسي وتجذير الديمقراطية في العالم العربي دون الحديث عن حرية الاعلام والتعبير مشيرا الى ان كل مقاربة للاصلاح والتنمية في المنطقة دون اطلاق العنان لحرية الاعلام محكومة سلفا بالفشل وان على الحكومات العربية ان تدرك انه ان الاوان لفتح النوافذ والابواب لحرية الاعلام .
وبين ان الاعلام في العراق ورغم المشكلات وحالة الفوضي هناك برهن انه سلطة حقيقية لا يمكن تجاوزها او تجاهلها.. وان الاعلام هناك برهن انه احد ركائز التحول الديمقراطي.
وياتي عقد هذه الورشة ضمن برنامج متكامل تعمل اليونسكو على تنفيذه حاليا لترسيخ مفاهيم حرية التعبير والاعلام .
وتتضمن الورشة التي يشارك فيها خمسون اعلاميا يمثلون الصحافة المكتوبة والاذاعة والتلفزيون وتستمر اسبوعا على جانبين الاول يتعلق ببناء القدرات الصحفية والمهنية والجزء الثاني يتناول الجانب القانوني والحماية القانونية للاعلامين وستقدم مجموعة من المختصين عددا من الموضوعات المتخصصة في هذين المجالين .