هيئات التحرير الفرنسية بين واجب تأمين التغطية الاعلامية وواجب الحفاظ على امن الصحافيين في العراق غداة اعلان اختفاء الصحافية في صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية فلورانس اوبينا ومترجمها العراقي في هذا البلد.
وحثت السلطات الفرنسية وسائل الاعلام بقوة على التوقف عن ارسال صحافيين الى العراق فيما صرح رئيس الجمهورية جاك شيراك الجمعة انه “لا يمكن في المرحلة الراهنة ضمان امن مراسلينا الصحافيين” في هذا البلد.
وفي المقابل رأت منظمة مراسلون بلا حدود انه “من الضروري ان تواصل وسائل الاعلام الاجنبية تغطية الوضع” في العراق معتبرة في الوقت نفسه ان “العراق يبقى اخطر دولة في العالم بالنسبة للصحافيين”.
وافادت هيئات تحرير عدة كانت تستعد لارسال صحافيين لتغطية الانتخابات المقبلة في العراق انها تعيد التفكير في الامر فاعلن بعضها انه يعتزم تغطية الاحداث في العراق انطلاقا من عمان في انتظار الاطلاع بشكل افضل على الوضع فيما استبعدت اخرى كليا ارسال اي صحافيين الى بغداد. واشار العديد من هيئات التحرير الى ان الصحافيين في العاصمة العراقية يجدون صعوبة كبرى في الخروج من غرف الفنادق.
وتساءل الصحافي الفرنسي والرهينة السابق في العراق جورج مالبرونو اليوم الجمعة “ان لم يكن ارسال صحافيين الى العراق يخدم مصالح الخاطفين” فيما اعتبر زميله كريستيان شينو الذي خطف معه انه “يتحتم ربما اعادة النظر في الاجراءات المعتمدة والقيام برحلات خاطفة” الى العراق انطلاقا من عمان.
واعتبر فرنسوا بونيه رئيس تحرير قسم الدوليات في صحيفة “لوموند” انه “يعود للاشخاص المطلعين على الوضع الميداني قبل سواهم ان يبلغوننا تقديرهم للظروف الامنية.
ورأى اوليس غوسيه مدير تحرير قسم المحليات في قناة “فرانس 3” “انه خيار صعب للغاية بين ضرورة التواجد في العراق والضرورة المطلقة لعدم تعريض حياة فرقنا للخطر”.
وقالت آرليت شابوه مساعدة مدير عام قسم الاخبار في قناة “فرانس 2” العامة “ان الرحيل كليا عن العراق يبدو لنا رغم كل شيء صعبا للغاية”.
واوضحت اذاعة “ار تي ال” الخاصة وصحيفة لو فيغارو حيث يعمل مالبرونو انه ليس لديهما اي صحافي في بغداد وانهما تعتزمان ارسال صحافي الى البصرة.
وذكر مسؤول الدوليات في مجلة “ليكسبرس” الان لويو امكانية ارسال صحافيين الى بعض المناطق العراقية مع استثناء بغداد بصورة خاصة.
واشار ميشال بولاكو مدير قسم الاخبار في “فرانس انفو” ان الاذاعة لم ترسل اي صحافي منذ خطف كريستيان شينو وجورج مالبرونو موضحا ان “مراسلنا يتمركز في عمان وقررنا ارسال فرق في مهام محددة”.