أكد مصدر قضائي في دبي لـ “المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير” أن السفارة الأميركية في أبو ظبي تمارس ضغوطا كبيرة على الجهات المعنية في دولة الإمارات العربية المتحدة لمنع محكمة العمل في دبي من إصدار حكم لصالح الصحفية الأردنية انتصار فائق دخل الله القصار العزيزي التي دخلت في نزاع قضائي مع “راديو سوا” بعد فصلها من عملها في العاشر من كانون الأول / ديسمبر الماضي لأسباب سياسية تتصل بإذاعة خبر يتعلق بالمفقودين اللبنانيين في سورية.
وذكرت المنظمة أن المصدر الذي يعمل في محكمة العمل بدبي قال”إن المحكمة كانت على وشك إصدار حكم لصالح المدعية انتصار العزيزي هذا الأسبوع، إلا أن الضغوطات التي مارستها السفارة الأميركية في الإمارات العربية على الجهات المعنية حالت دون إصدار الحكم وأدت إلى تعليق إصداره”.
وقال المصدر “إن متابعة القضية والضغوط تتم بشكل مباشر من قبل السيدة هيلاري أولسن وينديكر Hilary Olsin-Windeker مستشارة الشؤون الثقافية والإعلامية في السفارة الأميركية ، والمكلفة بمتابعة أمور راديو سوا في دبي”.
يشار إلى أن العزيزي كانت قد فصلت من عملها بقرار من الجهات الأميركية المشرفة على الإذاعة المذكورة بعد ساعتين فقط (!؟)من قيام الصحفي اللبناني كمال ريشة، الذي يعمل في الإذاعة نفسها، ببث مضمون تقرير أصدرته منظمة سورية لحقوق الإنسان (المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية) يتعلق بالمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وإجرائه مقابلة مع الصحفي السوري مازن ياغي الذي يعمل مع المنظمة الحقوقية المذكورة حول التقرير المشار إليه.
وكان المشرف العام على الإذاعة موفق حرب، قد “احتج على زواج الصحفية الأردنية من المعارض السوري نزار نيوف”، كما نقل عنه أحد زملائه في رسالة خطية بعث بها إلى المنظمة. وهو ما اعتبره صحفيون في المؤسسة المذكورة “سلوكا فاضحا لجهة تدخله في قضايا شخصية بدوافع سياسية”.
وفي اتصال أجرته المنظمة مع العزيزي قالت “أنا أثق بعدالة القضاء الإماراتي واستقلاليته، لكني أناشد أولي الأمر أن يكونوا يقظين من احتمال أن يخضع بعض الضعاف في السلطة القضائية، وهؤلاء موجودن في كل زمان ومكان، للضغوط الأميركية التي تحدث عنها المصدر”.
ودعت زملاءها الصحفيين الآخرين ممن أكلت حقوقهم إلى “كسر حاجز الخوف والمبادرة إلى رفع دعاوى جماعية ضد هذه المؤسسة الإعلامية وفضح ممارساتها اللاأخلاقية مع العديد من صحفييها وموظفيها”.