البداية –
الجمل : كان أتمنى أن أدفع بنفسي ثمن مقالات “حواديت العباسيين” دون إضرار بأحد أو بالصحيفة التي اعتز بها
جمال الجمل : أؤمن أن الحفاظ على المصري اليوم يتطلب تضحيات آمل ألا تنتقص من جرأتها على انتزاع القدر الممكن من حرية الرأي
في أول ربط مباشر بين القبض على مالك المصري اليوم صلاح دياب، وعلاقته بما يكتب بالصحيفة أصدر الكاتب الصحفي جمال الجمل بيانا كشف فيه عن إيقاف مقاله بالمصري اليوم، مشيرا إلى انه بذلك فقد آخر منبر يؤذن منه للحرية والمستقبل.
وقال جمال الجمل في إشارة لسبب منع المقال “إنه كان يتمنى أن يدفع بنفسه ثمن مقالات “حواديت العباسيين”، دون إضرار بأحد أو بالصحيفة التي اعتز بها، لذلك توجست من طريقة القبض على مؤسس “المصري اليوم” المهندس صلاح دياب، وتمنيت ألا يكون للأمر علاقة بمحتوى الصحيفة وحرية كتابها. لكن الرسائل كانت واضحة، وأقول أنني كنت أنتظرها.
وأضاف الجمل في بيانه الذي نشره على صفحته على فيسبوك “لا أشعر بمرارة تجاه أحد”، مؤكدا انه يتمنى ألا يصيب “المصري اليوم” أي اذى، فهي – طبقا لبيانه – أكثر المنابر استقلالا وحرية، هي القاطرة التي تستطيع أن تقود الصحافة المستقلة وسط هذه الغابة الخطرة، وأؤمن أن الحفاظ عليها يتطلب تضحيات، آمل ألا تنتقص من جرأتها على انتزاع القدر الممكن من حرية الرأي، وفرص التعبير، حسب الظروف المتاحة، (وأعرف أنها شحيحة ومحفوفة بالمخاطر”
وإلى نص بيان جمال الجمل :
كتبت على سحابة: “فلتسقط الرقابة”.. فصادروا السماء – الآن حوصرت تماما، وفقدت آخر منبر أؤذن منه للحرية والمستقبل. كنت أتمنى أن أدفع بنفسي ثمن مقالات “حواديت العباسيين”، دون إضرار بأحد أو بالصحيفة التي اعتز بها، لذلك توجست من طريقة القبض على مؤسس “المصري اليوم” المهندس صلاح دياب، وتمنيت ألا يكون للأمر علاقة بمحتوى الصحيفة وحرية كتابها. لكن الرسائل كانت واضحة، وأقول أنني كنت أنتظرها، وأود لو استهدفتني دون ان تستهدف الصحيفة نفسها، لذلك كنت أنتظر الوقت الذي أسمع فيه قرار المنع، فأنا أكتب بلا حسابات للأسقف المنخفضة، في بلد صار كل شئ فيه منخفضا، بلد نغرس في أوحاله الورد فيرمينا بالشوك، نغني فيه للأمل وبالأمل فيغرقنا في اليأس والبؤس، ننصره فيخذلنا. إنما لابأس، سأواصل الغناء، وأوزع الأمل في الطرقات، وأقاوم القبح والفساد، واشارك الصالحين حياتهم وامنياتهم، فعلى الأقل حققت نصف ما أحلم به: عصفور طريد أفضل من احتراق العش بما فيه من عصافير، وقد علمتني السنون العجاف أن أعيش بحب وكرامة مواطنا حرا، مهما كان الوطن مكبلا بالقيود وبالغباء وبضيق الأفق.
لا أشعر بمرارة تجاه أحد، أتمنى ألا يصيب “المصري اليوم” أي اذى، فهي أكثر المنابر استقلالا وحرية، هي القاطرة التي تستطيع أن تقود الصحافة المستقلة وسط هذه الغابة الخطرة، وأؤمن أن الحفاظ عليها يتطلب تضحيات، آمل ألا تنتقص من جرأتها على انتزاع القدر الممكن من حرية الرأي، وفرص التعبير، حسب الظروف المتاحة، (وأعرف أنها شحيحة ومحفوفة بالمخاطر) أما أنا فسوف أواصل معكم الحلم بوطن يتسع لكلماتنا، وتطلعاتنا، ونزقنا أيضا. عاشت مصر فوق كل مكيدة وكل غباء.. وعاش شعبها حراً أبياً لايقبل الخضوع ولا الهوان جمال الجمل فجر 9 نوفمبر 2015