محاكمة الصحفي جلال عثمان وزملائه بسبب مقال نشر في صحيفة كلية الإعلام عام 1999

متل يوم
الاربعاء الماضي أمام محكمة الزاوية في
ليبيا كل من جلال عثمان رئيس تحرير مجلة
غزالة (رئيس تحرير صحيفة الخبر سابقاً) والمخرج الصحفي مصطفى لاطيوش المتهمان في
القضية رقم 302/2000 و التي طالب فيها المدعي بالحق المدني (أمين الإعلام والثقافة
بالزاوية في عام 1999 ) سجن كل من المتهمين جلال عثمان و مصطفى لاطيوش و عبد الله
الوافي و سليمان الشويب و دفع غرامة مالية قدرها 260 ألف دينار ، و ذلك بسبب مقال
نشر في العام 1999 بصحيفة الخبر الصادرة عن كلية الفنون و الإعلام بطرابلس عندما
قامت كاتبة تدعى سلوى أحمد المختار، بنشر مقال ينتقد بعض الوزراء (الأمناء) في تلك
الفترة الأمر الذي أدى إلى توقف الصحيفة منذ تاريخ نشر المقال .
كما حضرت
عن المدعي بالحق المدني محاميته و التي طالبت بتأجيل القضية لأعداد ملف دفاع كما
طالب كل من جلال عثمان و مصطفى لاطيوش بالتأجيل أيضا لتكليف محامي . و قد تغيب
الدكتور سليمان الشويب (مشرف صحيفة الخبر وعميدة كلية الفنون والإعلام إبان نشر
المقال) بسبب تواجده خارج البلاد كما تغيب عبد الله الوافي (مدير تحرير صحيفة
الخبر سابقاً ) ورئيس تحرير صحيفة الراية الخضراء حالياً ، عن حضور الجلسة. و تم
تأجيل القضية إلى جلسة تعقد بتاريخ 1/11/2006
هذا وقد
تزامن خروج الزميلين جلال عثمان و مصطفى لاطيوش من مبنى مجمع المحاكم بالزاوية مع
إطلاق أعيرة نارية من قبل الشرطة الأمر الذي أثار ضجة في فناء مجمع المحاكم, و لم
يعرف حتى الآن سبب إطلاق النار إلا أن بعض شهود العيان رأوا سيارة سجن النساء تدخل
إلى ساحة المحكمة و بعدها مباشرة تم إطلاق الرصاص .
وإن كان
المصدر يستبعد وجود أي علاقة لتزامن وجود الصحفيين مع إطلاق الأعيرة النارية ، إلا
أنه لا ينفي التأثير النفسي الذي قد يخلفه مثل هذا الحادث في نفسية الصحفيين
المتهمين ، الأمر الذي قد يتسبب في تراجعهم عن انتقاد أي سلبيات في الواقع الليبي
، وشل أقلامهم تحت وطأة الخوف .
هذا ولم
تحضر أي شخصيات إعلامية أو اعتبارية مع المتهمين مثل نقابة الصحفيين أو زملاء
المهنة مع وجود تضامن ملحوظ من بعض زملاء المهنة والذين عبروا عنه من خلال
المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني ، بعدما علموا بالقضية من خلال الخبر
الذي نشر في صحيفة ليبيا اليوم وهي إحدى الصحف الإلكترونية الليبية التي تبث من
الخارج .
وكانت
صحيفة ليبيا اليوم قد نشرت خبراً الأسبوع الماضي توقعت فيه متول المتهمين في هذه
القضية أمام المحكمة يوم الأربعاء الموافق ( 4/10) وذلك بعد استلام المخرج الصحفي
مصطفى لاطويش استدعاء النيابة في أول أيام شهر رمضان المبارك .
يذكر أن
هذه القضية قد سبق التعرض لها في مؤتمر القاهرة الذي نظمته المنظمة العربية لحرية
الصحافة وشارك فيه الصحفي والإعلامي جلال عثمان أحد الأطراف الرئيسية في القضية .
والجدير
بالذكر أن مصطفى لاطيوش المخرج الصحفي يعتبر أول مخرج صحفي يمتل أمام المحكمة
بتهمة إخراجه لصحيفة ضمت مقال أصبح محل نزاع قضائي .
وفي هذا
الصدد تعرب المنظمة العربية لحرية الصحافة عن أملها في أداء القضاء الليبي وقدرته
على حل هذه القضايا بالشكل الذي يعزز من حرية الصحافة في ليبيا ، ويخرج بالصحفيين
الليبيين من هالة الخوف الذي تشكله بعض القرارات والقوانيين اللاجمة والتي تعصف
بالعالم العربي .