ملتقى قادة الإعلام  العربي يتعهد بدعم استراتيجية لتطوير القدرات المهنية للصحفيين
  • نقيب
    الصحفيين المصريين: حرية التعبير ركن أساسي لكل الحريات.. وتطوير القدرات المهنية
    للإعلاميين هدف استراتيجي.
  • منصور:
    أسسنا وحدة للتدريب .. والمشكلات المهنية سبب لتراجع الحريات

تعهد قادة الإعلام العربي بدعم استراتيجة لبناء وتطوير القدرات المهنية
للإعلاميين ينفذها مركز حماية وحرية الصحفيين ومؤسسة الصوت الحر.

ودعوا في إعلان لهم حمل اسم " الاستثمار في الإعلام .. استثمار في
المستقبل" إلى تحديث البنية القانونية الناظمة لحرية التعبير والإعلام مما
يجعل هذه الحريات محمية بالتشريع وليست من قبيل المسامحة.

وقالوا في الإعلان الذي أصدره ملتقى قادة الإعلام العربي الذي انعقد في شرم
الشيخ في الفترة من 15-16 مارس 2008 وحضره 40 إعلامياً يضمون قادة نقابات الصحفيين
في مصر واليمن والبحرين بالإضافة إلى رؤساء تحرير ومدراء تحرير من تسع دول عربية
" إنه بالرغم من الجهود التي تبذلها المؤسسات الإعلامية العربية لتطوير
الحالة المهنية إلا أن الوقع العملي يشير إلى ضرورة أن تباشر هذه المؤسسات بوضع
خطط وبرامج مهنية لتطوير وبناء القدرات الاحترافية بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات
الإقليمية والدولية.

وأكدوا في الملتقى الذي خصص لبحث المشكلات المهنية للإعلام العربي أن
التطور المذهل لتكنولوجيا الإعلام في لغته وطرق التغطية يجعلان من عملية التدريب
المستمر والمتخصص الطريق الوحيد لاستمرار الإعلام العربي في القيام بدوره
والاحتفاظ بثقة الجمهور.

وأشاروا في الإعلان الذي حظي بتوافق كل المشاركين أنهم سيدعمون وبشكل كبير
برامج تدريب مهني تهدف إلى دعم مهارات الإعلاميين في مجالات التكوين المعرفي
والمهارات المتخصصة، وتعزيز الوعي القانوني ومدونات السلوك المهني وتدعيم عمل
وحدات مساعدة قانونية للإعلاميين.

وقد افتتح الملتقى نقيب الصحفيين المصريين مكرم محمد أحمد بالتأكيد على
أهمية اللقاء لمناقشة ما وصفه بأهم قضايا الإعلام العربي ومشكلاته والتي تتعلق
بضرورة الارتقاء بمهنة الإعلام وتطوير قدرات الإعلاميين لمواجهة تحديات عصر جديد.

وقال " نأمل أن ننهض جميعاً رغم الاختلاف على احترام حق التعبير وحرية
الرأي الركن الأساسي الداعم لكل الحريات،
والإلتزام بحق الإنسان بالمعرفة والمعلومات، والانتصار لحريات الشعوب التي لا تزال
تعاني من أقبح صور الاحتلال وأشدها عنصرية رغم القرن الحادي والعشرين، وكفالة حق
المشاركة في مجتمع تتوازن فيه السلطات وإعلاء قيمة العقل ومحاربة الإرهاب وتعزيز
حوار الحضارات".

وأضاف " أثق أنكم تشاركونني الرأي في أن تطوير القدرات المهنية
للإعلاميين العرب يشكل هدفاً استراتيجياً ينبغي أن تعمل من أجله كل إتحادات
ونقابات الصحفيين، يساعدهم على ذلك مراكز الاتصالات والأبحاث ومعاهد الدراسات
الاستراتيجية وجمعيات المجتمع المدني، لأن الارتقاء بقدرات الإعلاميين العرب يرفع
من مستوى مهنة الإعلام ويمكنها من تحقيق تواصل أفضل بين عناصر وقوى الوطن الواحد،
كما يساعد على بناء جسور حقيقية للتواصل والتعاون والفهم المشترك بين شعوب عالمنا
العربي، الذي يتعرض لعاصفة من الفتن الطائفية والعرقية والدينية بعد أن تم تغييب
أهدافه القومية.

وأشار إلى أن من البديهي أن الخطوة الأولى للارتقاء بقدرات الإعلاميين
ومهاراتهم وأدواتهم المهنية بما يمكنهم من تجاوز حاجر اللغة والتعامل مع شبكات
المعلومات عبر استخدام الحاسب الإلكتروني وتحسين مهاراتهم وقدراتهم على الاتصال مع
الأشخاص والثقافات المختلفة، وتعزيز معارفهم القانونية التي تحكم أنظمة الإعلام في
بلادهم لكي يكونوا على معرفة دقيقة بالضوابط القانونية التي تحكم عملهم وأهمية
العمل على تغييرها إن كانت عائقاً أمام حرية الإعلام". وشدد نقيب الصحفيين
المصريين على أهمية احترام تقاليد مهنة الإعلام وأدابها ومواثيقها التي تفرض
الحفاظ على خصوصيات الأفراد وتضمن للأفراد حق الرد وتلتزم آداب الحوار مع رموز
الدولة والمجتمع دون مساس بحرية الرأي والتعبير".

ونوه بأهمية مشروع كمبيوتر لكل صحفي وهو مشروع رائد بدأته نقابة الصحفيين
المصريين قبل عقد من الزمان يعطي للصحفيين فرصة التدرب على الكمبيوتر ويساعد على
امتلاكه".

وكان مدير مؤسسة الصوت الحر الهولندي بارت ديجكسترا الشريك الرئيسي في
تنفيذ خطة التدريب الاستراتيجية للإعلاميين في العالم العربي قد أعرب عن تقديره
للمشاركين البارزين من مختلف المؤسسات الإعلامية العربية.

وقال أن مؤسسته تؤمن بشكل واضح وحاسم أن بناء المهارات المتخصصة طريق أساس
لحرية الإعلام.

واستعرض دور مؤسسة الصوت الحر بالإشارة إلى أنها أنشئت من قبل تحالف
المجتمع الإعلامي في هولندا إيماناً منهم بضرورة الحفاظ على الاستقلالية
والمصداقية والتعددية في وسائل الإعلام .

وأكد أنهم يعملون مع زملائهم الإعلاميين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على
تحسين واقع الإعلام واستقلاليته وضرورة توفير الحماية له.

وأوضح أن أنشطة الصوت الحر تتركز في أكثر من اتجاه من بينها " الإعلام
المجتمعي، والأطفال، ومساعدة الإعلاميين في مناطق النزاع والكوارث، وبالتأكيد العمل على بناء القدرات المهنية.

واعتبر ديجكسترا أن برنامج الاستثمار في المستقبل والذي أطلقه قبل عامين
بشراكة مع مركز حماية وحرية الصحفيين قد حقق نجاحاً في المرحلة الأولى من عمره
والتي ركزت على "تدريب المدربين" .

ورحب بشراكة كل الإعلاميين في المشروع مؤكداً أهمية الاستماع لملاحظاتهم
واقتراحاتهم للمضي قدماً لإنجاحه.

وأكد الزميل نضال منصور رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين أن الإعلاميين
مطالبين بالاعتراف بأن المشكلات المهنية في العالم العربي سبب رئيسي لتراجع حرية
الإعلام.

وقال: من السهل أن نعلق تراجع الحريات الإعلامية على مشجب الحكومات ..
ونوجه لها سهام النقد ونحملها مسؤولية التغول على حرياتنا وخنق أصواتنا.

وأضاف: ولكن تغول الحكومات على حرية الإعلام جزء من الحقيقة .. وما يجب أن
نقوله أن هناك أزمة داخل الجسم الإعلامي تتمثل في ضعف المهنية وعدم الالتفات كثيراً
لما يسمى أخلاقيات العمل الإعلامي أو بشكل أدق مدونات السلوك المهني بالإضافة إلى
صعوبة الظروف المعيشية التي يعيش في ظلها الصحفيون.

وأوضح أن جهوداً طوال السنوات الماضية بذلت لتطوير الواقع المهني في
المؤسسات الإعلامية العربية لايمكن التقليل من أهميتها .. ولكننا نشعر أن هناك
حاجة ملحة للمضي في طريق بناء استراتيجية للتطوير المهني تأخذ في حسابها كل
الأبعاد والتطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع الإعلام والمرتبط بشكل وثيق بالقفزة
الهائلة في تكنولوجيا الاتصال.

وأكد ان برنامج الاستثمار في المستقبل الذي بدأ بتنفيذه مركز حماية وحرية
الصحفيين بشراكة مع مؤسسة الصوت الحر يحرص على أن ينبع العمل من داخل المؤسسات
الإعلامية وأن يترجم أولوياتها وخططها .. ونحرص على أن نقدم الخبرات المؤهلة
والدعم للمضي في التغيير نحو الأفضل.

وقال: ومن أجل ذلك أسسنا وحدة للتدريب تابعة للبرنامج سيكون مقرها القاهرة
وستكون جاهزة لتقديم العون لكل المؤسسات الإعلامية العربية.

وأشار إلى أن تحقيق حرية الإعلام تحتاج إلى بيئة حاضنة تؤمن وتدافع عنها ..
وهذا يحتاج إلى حوار وعمل دؤوب مع الحكومات والبرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني.

وقال: إن خطة عملنا لعام 2008 وحتى نهاية عام 2010 طموحة ونريد مؤازرتكم
ودعمكم حتى نتمكن من تحقيق ما يصبو له الإعلاميون العرب.

وكان السفير الهولندي في القاهرة تجييرد دي زوان قد حضر ختام أعمال ملتقى قادة
الإعلام العربي ليؤكد دعم حكومته لاستمرار البرنامج مبدياً تقديره وإعجابه بهذا البرنامج
الذي حضر افتتاح مرحلته الأولى في القاهرة.

وقال أن هولندا تؤمن بحرية الإعلام كمحرك للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي
والسياسي مؤكداً أن الإعلام الحر يمثل أطراف فاعلة في أي مجتمع ديمقراطي كما يمثل
جزءاً من هيكل الرقابة والمتابعة في المجتمع.

وأضاف أن الإعلام يمنح الناس صوتاً حتى يتفاعلوا مع السلطات ويقلل المسافات
بين المواطنين والحكومات، وحتى يتسنى للإعلام القيام بهذا الدور بشكل فعال فعليه
أن يمتلك القدرة والقوة والفاعلية وهو تحديداً ما يهدف إليه برنامج الاستثمار في
المستقبل.

Image 1231

واكد أن حرية التعبير في هولندا مصانة في الدستور غير أن هذا الحق لا يعفي
أي شخص من تحمل المسؤولية عن المحتوى وبموجب القانون فمن حق أي طرف متضرر اللجوء
للمحكمة.

وتعرض السفير إلى الجدل المثار حول الفيلم المقترح من أحد النواب
الهولنديين والمناهض للإسلام" لقد أوضحت حكومتي أنها تختلف تماماً مع النائب
ويلدرز حول الإسلام" ، وقال " لإن الفيلم يظل قيد التكهنات وقد لا يظهر
إلى حيز الوجود .. وفي حال عرضه ستقوم الحكومة الهولندية بالتحقيق في الأمر لتحديد
إن كان قد ارتكب فعلاً جنائياً كما تقررالمحكمة إحالة الأمر للقضاء من عدمه".

وقال أن الحكومة الهولندية تدافع عن القيم الأساسية للحرية وتحترم عقيدة
المسلمين وتعمل على مكافحة الكراهية والتميز والتعصب مشيراً إلى أن المسلمين
يضطلعون بدور نشط في المجتمع الهولندي ونسعى إلى استمرار التعايش بين كل الفئات
بسلام.

ويعتبر هذا الملتقى
الذي حضره ما يقارب 40 إعلامياً من تسع دول عربية بالإضافة إلى إعلاميين من مؤسسات
دولية من أكبر الملتقيات العربية التي يحضرها نخبة من أبرز رؤساء التحرير والمدراء
العامين بالإضافة إلى عدد من قادة النقابات الإعلامية العربية.

وعمل هذا المتلقى طوال اليومين على مناقشة استراتيجية بناء القدرات المهنية
للإعلاميين العرب .

وقد استند البرنامج إلى دراسة ميدانية عمل فريق متخصص على إنجازها طوال عام 2005
وسلطت الأضواء على الواقع المهني الإعلامي واحتياجات الصحفيين في ستة دول عربية هي
مصر، الأردن، لبنان، المغرب، البحرين واليمن.

وشهد الملتقى عرض لفيلم وثائقي عن فعاليات وأنشطة برنامج الاستثمار في المستقبل،
وكذلك عرض للأسس والقواعد التي استند عليها المشروع في خطته وآليات عمله.

وخصصت جلسة لمناقشة المشكلات المهنية في الإعلام العربي حيث تحدث بها المدير
التنفيذي لمؤسسة هيكل الزميل هاني شكرالله والزميل نخلة الحاج مدير الأخبار بقناة
العربية.

وعرض المشاركون في
الملتقى تجاربهم الميدانية في مجال التدريب بمؤسساتهم وقصص النجاح ونقاط القوة والضعف.

وتضمن الملتقى الإعلان عن إطلاق موقع منصات الإلكتروني من لبنان والذي يعنى
بالدفاع عن الحريات الإعلامية في العالم ونشر قصص عن واقع الإعلام والترويج
لبرنامج الاستثمار في المستقبل وأنشطته.

المشاركون الدوليون عرضوا خبرتهم عن التحديات المستقبلية التي تواجه الإعلام في ظل
التطورات التكنولوجية المتسارعة والدور الواسع الذي بدأ يحتله الإعلام الإلكتروني،
كما عرضوا أساليب التجديد في الكتابة الإعلامية وفن بناء القدرات المهنية.

ويقول الزميل منصور أن ملتقى قيادات الإعلام في العالم العربي كان خطوة ضرورية
للاستماع مباشرة إلى المشكلات المهنية وآليات العمل لتذليلها.

وأكد أن هذا البرنامج يسعى لأن يحشد أكبر قدر من الجهود الإعلامية لتطوير
استراتيجية تدريب مهني تتجاوز حالة التشتت واللجوء إلى برامج قصيرة المدى.

ونجح الملتقى في إطلاق إعلان إقليمي تعاهد فيه المشاركون على العمل المشترك لتطوير
خطة بناء القدرات المهنية للإعلاميين العرب.

ومما يذكر بأنه عقد على هامش الملتقى اجتماع للمجلس الاستشاري لبرنامج الاستثمار
في المستقبل والذي يضم العديد من أبرز الكفاءات الإعلامية في العالم العربي.