تعديات على الصحفيين وسعي للسيطرة على التدفق الحر للمعلومات في العراق
اتهم تقرير اعده مرصد الحريات
الصحفية ، وهو منظمة عراقية غير حكومية ، المسؤولين الحكوميين بإساءة استخدام
قوانين التشهير من أجل إسكات التقارير الانتقادية التي وجهها الصحفيون لهم . مشيرا
الى ان تسع دعاوى قضائية اقيمت ضد صحفيين و مؤسسات اعلامية لم تحسم اغلبها حتى
الان.

وقال التقرير الذي اعده المرصد
بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ، ان ذلك ياتي على الرغم من وجود قوانين
سارية المفعول لا تجيز عمليات اعتقال الصحفيين او مقاضاتهم الا بموافقة رئيس
الوزراء ، و هذا ما لم يحدث في اي من هذه القضايا.

وكشف التقرير حصول زيادة في حالات
الانتهاك ضد الصحفيين بنسبة 60 % عن العام الماضي وبواقع انتهاك واحدا كل43 ساعة
مسجلا 197 انتهاكا ضد الصحفيين والمؤسسات الاعلامية خلال الاثني عشر شهرا الماضية.

وقال التقرير ان عمليات الرصد المنظم
للانتهاكات المسجلة ميدانيا او عبر بلاغات مباشرة من الضحايا خلال الفترة مابين 3
ايار 2007 و 3 ايار 2008 كشفت حصول تصاعد في عمليات الاعتداء على الاعلاميين
بالضرب وبمختلف اشكال الاهانة من الاجهزة الامنية وعناصر الحمايات الخاصة ومنع
الاعلاميين من تغطية الاحداث الساخنة خاصةً التفجيرات.

واشار التقرير الى ان المرصد سجل
خلال الفترة المذكورة 197 انتهاكا ضد الصحفيين ومؤسسات اعلامية . ومن الانتهاكات
التي اوردها التقرير والتي اشار الى انها القضية التي مازالت تشكل الخطر الاكبر
على حياة الصحفيين هي ، عمليات الاغتيال التي وصلت خلال فترة الاحصائية المعدة الى
37 عملية . مضيفا بان اثنتين منها كانتا على يد القوات الامريكية.

واشار مرصد الحريات الصحفية في
تقريره الى الاستمرار في عدم الاخذ بالحسبان خطورة عمليات الاغتيال تلك من قبل
السلطات الامنية. وقال انه لم يلمس وجود اي تقدم في هذا الجانب على الرغم من ان
تلك السلطات سبق واعلنت انها تمتلك ادلة ملموسة تدين جهات بعينها متورطة في
استهداف الصحفيين . ولفت الى ان عمليات قتل الصحفيين غالباً ماكانت ترافقها حالات
اختطاف تسبق ذلك حيث تعرض 13 صحفياً و معاوناً اعلامياً لعمليات اختطاف من قبل
مجهولين اطلق سراح ستة منهم بعد ان تعرضوا للضرب او التعذيب بسبب مهنتهم وقتل ستة
اخرون فيما لايزال واحدا منهم مجهول المصير.

السيطرة على تدفق المعلومات

واتهم التقرير السلطات العراقية
بانها تسعى للسيطرة على التدفق الحرللمعلومات وذلك بعد ان تعرض 88 صحفياً
لاعتداءات و منع من ممارسة عملهم الصحفي من قوات الامن العراقية بمختلف تشكيلاتها.

واشار التقرير ايضا الى تعرض 30
صحفياً و معاوناً اعلاميا للاعتقال و الاحتجاز من قبل قوات الامن العراقية في
مناطق اقليم كردستان و محافظات العراق الاخرى.

وذكر التقرير بأن المؤسسات الاعلامية
لم تكن في مأمن من عمليات المداهمة و اقتحام القوات العسكرية العراقية و الامريكية
، حيث سجل مرصد الحريات الصحفية خمس حالات من هذا النوع تقاسمتها هذه القوات
بالتساوي دون اوامر قضائية تبرر تلك المداهمات والعبث بالمقتنيات وارهاب العاملين
في تلك المؤسسات و مصادرة وثائقها و ارشيفها الصحفي ، كما حصل لمؤسسة المدى
للاعلام و الثقافة و الفنون العام الماضي.

واوضح التقرير الى ان اكثر مارصد من
انتهاكات لهذا العام كان من قبل الاجهزة الامنية . وذكر التقرير ان البعض من عناصر
تلك الاجهزة لم يمتثل لاوامر وتعليمات رئيس الوزراء نوري المالكي الصادرة في 4
شباط الماضي بشأن تسهيل مهمة الاعلاميين. وأوضح ان من المفارقة ان يقع تجاوز من
حمايات رئيس الوزراء نفسه على الاعلاميين خلال تغطية حفل افتتاح جسر في مدينة
الكوت جنوب العراق في ذات اليوم الذي اصدر فيه اوامره.

وذكر التقرير بأن سلسلة من
الاعتداءات ظلت تمارس ضد الصحفيين من قبل قوات الامن العراقية وكانت بمجموعها تمر
بلا عقاب ومن دون إجراء تحقيقات تذكر فيها. وابدى مرصد الحريات الصحفية استغرابه
من تغاضي النظر الذي تبديه القوات العسكرية العراقية و الامريكية للقوانين الدولية
التي تكفل حماية الصحفيين الذين يؤدون مهاماتهم في مناطق النزاعات المسلحة من كل
اشكال العنف المتعمد طالما انهم لا يشاركون في الاعمال العدائية.

يذكر ان مرصد الحريات الصحفيية منظمة
مستقلة تعنى برصد الانتهاكات والخروقات التي تطال الصحفيين والاعلاميين بانواعها
كافة وبمختلف اشكالها واسبابها