Skip links

خلال المنتدى الإعلامي الذي نظمه “حماية الصحفيين”

مواقف الدولة الأردنية تجاه العدوان على غزة وفرت مساحات أوسع لوسائل الإعلام

  • المومني: الموقف الدبلوماسي المتقدم أعطى مساحات للإعلام، وعبّد الطريق لوسائل الإعلام.
  • أبو رمان: لا يوجد لدينا مطبخ إعلامي والحرب على غزة أظهرت خرافة الحياد.
  • الرواشدة: لدينا سردية واضحة مبنية على مواقف تاريخية للأردن وانطلاقا من ثوابت الدولة والشعب.
  • الحسامي: 70% من المحتوى الرقمي الذي يكتب في الأردن على كافة منصات التواصل الاجتماعي يتحدث عن القضية الفلسطينية.
  • أبو بكر: 74 صحفيا استشهدوا وأكثر من 1200 صحفي وصحفية يعيشون دون مأوى في قطاع غزة.
  • الدحدوع: أي حديث عن اتباع قواعد السلامة المهنية للصحفيين هو ترف ورفاهية فلا منطقة أو مكان آمن في قطاع غزة.
  • نهلة المومني: الآليات الدولية لحقوق الإنسان في ظل ما يحدث على أرض الواقع في غزة أصبحت صعبة التطبيق.

قال محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق إن الإعلام الأردني استطاع أن يكون مرآة للشعب وتطلعاته، وقد ساعد في ذلك التوافق بين الموقف الرسمي والشعبي والذي بوصلته الأولى كانت فلسطين وقضيتها، وأوضح محمد أبو رمان وزير الثقافة والشباب الأسبق إن هذه الحرب كشفت فجوة كبيرة بين الإعلام الأردني والسياسيين، إذ لم يكن هناك أجندة إعلامية سياسية وتأطير واضح، منوها إلى عدم وجود مطبخ إعلامي ينتج رسائل إعلامية واضحة، وعدم وجود مقاربات إعلامية أردنية، بل كان تماهيا مع الشارع وضغطه على الإعلاميين، وبالتالي وجدنا اجتهادات من الإعلاميين أنفسهم.

مدير مكتب الجزيرة في غزة، وائل الدحدوح، وعبر اتصال هاتفي مع المنتدى الإعلامي قال “لقد قمت بتغطية كل الحروب والعمليات السابقة في غزة لكن هذه المرة مختلفة في كل شيء من ناحية الكم والنوع والتداعيات، كان في السابق خصوصية للصحفيين، وأماكن مخصصة لهم، أما اليوم فهناك استهداف مباشر وممنهج للصحفيين وعائلاتهم، كما حدث مع عائلتي”.

أما نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، خلال كلمة مسجلة، قال إنه ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، استشهد 74 صحفيا وصحفية، وأكثر من 300 من عائلات الصحفيين استشهدوا، وتم تدمير أكثر من 60 مقرا لمؤسسة إعلامية، وأكثر من 22 إذاعة توقفت عن العمل نتيجة القصف الإسرائيلي.

وأكد حسن الرواشدة مدير الأخبار في قناة المملكة خلال المنتدى الإعلامي الذي نظمه مركز حماية وحرية الصحفيين، أمس الثلاثاء، تحت عنوان “الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في الحروب والأزمات.. العدوان الإسرائيلي على غزة نموذجا”، أنه لدينا سردية واضحة مبنية على مواقف تاريخية للأردن، وانطلاقا من ثوابت الدولة والشعب، منوها أن وسائل الإعلام قد كسبت ثقة الشارع الأردني، وعملت على تغطية كافة الفعاليات في الأردن بأعلى معايير المهنية.

وشارك في المنتدى الإعلامي عدد من السياسيين، والمسؤولين السابقين، وممثلين وممثلات عن مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى صحفيين وصحفيات. وتضمن المنتدى 3 جلسات رئيسية، استضافت متحدثين من الأردن وفلسطين، أدارها مؤسس مركز حماية وحرية الصحفيين، الزميل نضال منصور، وناقشت الجلسة الأولى “الإعلام.. الموقف والمقاربات السياسية والميدانية خلال العدوان”، فيما ركزت الجلسة الثانية على “العدوان على غزة.. حرب الروايات في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي”، وحملت الجلسة الأخيرة عنوان “استهداف الصحفيين في غزة.. آليات الحماية وكيف رُصدت الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية؟”.

وبيّن محمد أبو رمان وزير الثقافة والشباب الأسبق خلال مشاركته أن الإعلام الأردني حاول جاهدا نقل الصورة والأحداث، والفعاليات السياسة في الشارع الأردني دون تحفظ أو تردد، وكان هناك مساحة كبيرة في استضافة شخصيات سياسية لم يكن لها حضور في الإعلام الاردني

وأكد أبو رمان أنه يجب التفريق بين الموقف الدبلوماسي والموقف الإعلامي، فالموقف الدبلوماسي الأردني متقدم جدا، وتفوق على نفسه، معبرا عن ذلك بقوله “يمكنني القول إن أيمن الصفدي كان بمثابة وزير خارجية لغزة، ولم يتوانَ الأردن عن الضغط بكل الوسائل الدبلوماسية، لكن هناك دور على الإعلام في إكمال الدور الذي لا يستطيع الدبلوماسي القيام به”.

وأضاف بالطبع هناك محددات للوصول إلى الرأي العام، لاسيما العالمي، وقد غطى الإعلام الأردني ما يحدث في الشارع الأردني بطريقة ممتازة، ومهنية، وموضوعية، مدعوم بسردية الحق

وقال “كنا نشاهد سابقا نشرات الأخبار باللغة الإنجليزية، والعبرية، ولكن كل هذا توقف، وبالطبع اليوم له أهمية كبيرة لإيصال الرسائل للطرف الآخر، كما أن هناك سفراء أجانب في الأردن، ومقيمين أجانب يجب علينا تقديم معلومات لهم مما يساعد في إيصال سرديتنا”.

وأوضح المومني أن هناك تقدم في الإعلام الأردني فيما يتعلق بالرواية الخاصة بفلسطين من خلال الأخبار المهنية والموضوعية، بالرغم من كافة الأخبار الزائفة والمضللة من الطرف الآخر، قائلا “شهدنا تغيرا في الرأي العام العالمي فكمية القتل والدم وجدت طريقها لإعلاميين كثر في العالم، وبدأوا بدعم القضية الفلسطينية بالرغم من كل الدعاية، وأن يكون ما نسبته أكثر من 56% من الأميركيين تحت سن الـ 35 يدعمون القضية الفلسطينية فهذا أمر غير مسبوق”.

وأقر المومني بأن هناك مشكلة في الموارد المالية المتوفرة للإعلام الأردني، لكن بنفس الوقت يوجد جهود فردية مثل قناة رؤيا التي أطلقت موقعا باللغة الإنجليزية، مبينا أن الموقف الدبلوماسي المتقدم أعطى مساحات للإعلام، وعبّد الطريق الذي على وسائل الإعلام أن تتبعه، مذكرا بضرورة النقاش لمعرفة ما الذي نريده من الإعلام الأردني تحديدا، مع التأكيد أن لدينا تحد كبير في توفير الموارد.

وعن حياد وسائل الإعلام في تغطياته للقضية الفلسطينية؛ قال أبو رمان إن هذه الحرب أظهرت خرافة الحياد، فكل الإعلام مسيس، وهناك خلط بين الإعلام والبروبجندا، منوها إلى أن عنوان هذه الحرب هي السوشيال ميديا على عكس ما كان سابقا، فهي الآن من تؤثر في الجيل الجديد خاصة ما يسمى حروب الجيل الخامس.

وبيّن أبو رمان أن الحياد حتى في مراكز الأبحاث خرافة، وهذا ما رأيناه واكتشفناه خلال الحرب القائمة على غزة، المطلوب هو الموضوعية اليوم ووضع أطار واضح للإعلام، وأن يكون هناك مطبخ لغرف الإعلام.

وأشار إلى أن معهد السياسة والمجتمع ومؤسسة مكانة 360 أصدرا تقريرا لتحليل 1.5 مليار تفاعل بعد أسبوعين من بدء العدوان على غزة، وكان هناك تقدم كبير في الرواية الفلسطينية، و70% من محتوى تويتر أصبح باللغة الانجليزية لإدراكهم بأهمية إيصال الرسائل للطرف الآخر.

 وأضاف قمنا بإجراء تحليل لـ 40 ألف تفاعل لعسكريين سابقين ووجدنا تغيرا كبيرا في طرحهم وتحليلاتهم منذ بداية الحرب وحتى وقت التحليل الذي قمنا به، وهذا يعود بجزء كبير منه إلى دور السوشيال ميديا واهميتها في هذه الحرب.

وختم بالقول يجب أن يكون للإعلام دور أكبر خاصة في مواجهة الأخبار المضللة والهجمات الإعلامية على الأردن مثل قضية الطائرة الأمريكية التي قيل إنها عبرت المجال الجوي الأردني عند بدء الحرب، ومن ثم المستشفى الميداني في نابلس، كما افتقر الإعلام إلى السبق، خاصة وأن العديد من الأمور كان يمكن أن يأخذها الإعلام كسبق له، ويعبر عن الموقف الأردني كإلغاء قمة بايدن بدلا من أن نرى انتشارا لرواية الطرف الآخر، وبالطبع هنا يأتي دور السياسي في إعطاء معلومات للصحافة مع مساحات ليستطيعوا تقديم روايتنا وسرديتنا.

وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان “العدوان على غزة حرب الروايات في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي”، والتي تحدث بها كل من حسن الرواشدة مدير الأخبار في قناة المملكة، ومؤسس مؤسسة مكانة 360 عبد الرحمن الحسامي، قال الرواشدة إن النقد الذي وجه إلى الإعلام الأردني في الجلسة الأولى كان قاسيا وحمّل الإعلام ما لا يحتمل، فقناة المملكة حملت مواقف الدولة الأردنية، وحتى بالنسبة لخبر إلغاء قمة بايدن فقد كان لقناة المملكة سبق من خلال التواصل مع معالي أيمن الصفدي الساعة 12 ونصف فجرا، وحديثه عن إلغاء القمة، وكنا أول وسيلة إعلام تنشر هذا الخبر.

وأكد أن الإعلام يخوض مرحلة جديدة، ويقوم بإنجاز العديد من الأمور، فليس من السهل أن تنقل أخبارا عن حرب، وتقوم بعمل تغطية لحرب نحن جزء منها بطبيعة الحال، وهذا الأمر له كلف مالية مرتفعة للتغطية، وقد نافسنا الجزيرة، وبثثنا مباشرة من غزة، وكان هناك العديد من الأخبار التي تنقل عن قناة المملكة كمصدر لهذه الأخبار.

وبيّن الرواشدة أنه يوجد لدينا سردية واضحة مبنية على مواقف تاريخية للأردن، وانطلاقا من ثوابت الدولة والشعب، منوها أن وسائل الإعلام قد كسبت ثقة الشارع الأردني، وعملت على تغطية كافة الفعاليات في الأردن بأعلى معايير المهنية.

وعن التعامل مع حركة حماس، والفصائل في غزة، قال الرواشدة “قمننا باستضافة فصائل المقاومة على شاشتنا، وتحدثنا معهم، والناطقين الإعلاميين باسم الفصائل لأن ما يهمنا هو نقل ما يحدث ميدانيا في غزة”.

وقال عبد الرحمن الحسامي مؤسس “مكانة 360” إن وسائل الإعلام الأردنية كانت متقدمة في عملها وركزت على تغطية عدة مستويات على رأسها الأخبار المتعلقة بجلالة الملك، ومن ثم ولي العهد ومن بعدهما وزارة الخارجية ممثلة بمعالي أيمن الصفدي، مستدركا أنه من الواضح أن هناك نقصا في المعلومة لأن الأردنيين ينتظرون المعلومات من خلال وزير الخارجية وتصريحاته.

وحول كيفية التعامل مع الخوارزميات، بيّن الحسامي أن منصات (إكس) و(تيك توك) لا يوجد عليها خوارزميات تحجب النشر فيها، وتعطي الحرية للجميع دون قيود لذا يمكن نشر المحتوى المصور أو المكتوب عليهما بكل أريحية، ناصحا بعدم استخدام فيسبوك لان القيود التي تفرضها خوارزمياته كبيرة، ولا فائدة منه، أما بالنسبة لتطبيق انستغرام فبالرغم من وجود قيود إلا أن المحتوى الخاص به هو الفيديوهات، والقصة، وغيرها، ولا يمكن حجبها لأنها هي التي تمثل محتواه بشكل أساسي.

وقال الحسامي أن اللافت للنظر أن 60% من المواقع الإعلامية في العالم، وبمختلف اللغات هي داعمة للرواية والسردية الإسرائيلية، فيما 57% من الحسابات التابعة للمواطنين العاديين في مختلف دول العالم على منصات التواصل الاجتماعي هي داعمة للقضية الفلسطينية”.

وتابع قوله بأن المحتوى الذي نشر من قبل الإعلاميين والنشطاء الأكثر تأثيرا في العالم، كان 70% منه يحمل الرواية الفلسطينية، مبينا أن أكثر وسم “هاشتاغ” انتشارا في العالم رغم التضييق والقيود هو (free Palestine).

وأوضح أن 70% من المحتوى الرقمي الذي يكتب في الأردن على كافة منصات التواصل الاجتماعي يتناول ويتحدث عن القضية الفلسطينية، والعدوان على غزة، مشيرا إلى أن المواقع الإلكترونية في الأردن البالغ عددها نحو 150 موقعا نشرت 91 ألف خبر ومقال.

وأضاف الحسامي أنه على المدى القصير فإن الانتخابات في أميركا وأوروبا ستتأثر لأن شعوبهم هي من تنتخبهم، وهناك انتكاسات واضحة بسبب مواقفهم من القضية الفلسطينية، أما على المدى الطويل لا يمكن تناسي وطيّ القضية الفلسطينية مرة أخرى، ويجب العمل على تكثيف النشر حتى تبقى القضية الفلسطينية بالصدارة.

وبيّن الرواشدة أن قناة المملكة حاولت جاهدة التركيز على إيضاح أن طرفي الصراع غير متساويين فهناك العديد من المنشورات الصادرة عن قناة المملكة لتوضيح أن هذا العدوان هو من إسرائيل على غزة، وأنها تحت الاحتلال وفق قرارات الأمم المتحدة، منوها أن قناة المملكة تُركز على إدانة إسرائيل، فكما قرر الإعلام الغربي أن ينحاز، قررنا نحن أن ننحاز للرواية الفلسطينية المحقة.

وفي الجلسة الأخيرة التي تحدث بها ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين عبر كلمة مصورة، ووائل الدحدوح مدير مكتب الجزيرة في غزة عبر اتصال هاتفي، والدكتورة نهلة المومني من المركز الوطني لحقوق الإنسان، قال أبو بكر إن أكثر من 1200 صحفي وصحفية يعيشون دون مأوى في قطاع غزة، ويعملون تحت القصف، ونزحوا أكثر من مرة خلال العدوان، مضيفا أن هناك مشكلة كبيرة في توفير معدات السلامة المهنية.

وأوضح أن الصحفيين الفلسطينيين في الضفة الغربية ومناطق الـ 48 يتعرضون لاعتداءات وانتهاكات خطيرة وتهديدات متواصلة من قبل الشاباك، وأجهزة الأمن الإسرائيلي، منها تهديدات بالقتل والاعتقال، منوها إلى أن الصحفيين في القدس في وضع سيء حيث يتعرضون للاعتداءات من المستوطنين، وجيش الاحتلال.

وقال أبو بكر أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين قد وثقت أكثر من 200 انتهاك بحق الصحفيين في الضفة الغربية والقدس منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر.

وبيّن الدحدوح خلال الاتصال الهاتفي بأن الصحفيين والصحفيات ليسوا طرفا أو جزءا في هذه المعركة، فهم يقومون بواجبهم المهني.

وردا على تصريح الخارجية الأميركية بأنه لا دليل على استهداف إسرائيل للصحفيين، تساءل أين قتل هؤلاء الصحفيون والصحفيات، والأبراج التي قُصفت وبها مكاتب وسائل إعلام أين كانت؟، الكلام ليس دقيقا ولا يمت للواقع بصلة.

وعند سؤاله عن إجراءات السلامة التي يقوم بها الصحفيون في غزة، أجاب الدحدوح بأن أي حديث عن اتباع قواعد السلامة المهنية هو ترف ورفاهية ولا يمت إلى الواقع بصلة، فلا منطقة أو مكان آمن في قطاع غزة.

وأضاف حتى تأمين الأكل والشرب صعب جدا ولا يوجد حمامات وهذه حاجة انسانية ملحة فلا يمكن تصور الوضع الناتج عن سياسة الإذلال والقهر التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة.

فيما أكدت الدكتورة نهلة المومني أن الاحتلال الإسرائيلي لم يثقلنا بأفعالها وانتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان فقط، وإنما أثقلتنا بحمولتها المعرفية التي روجتها في أروقة المؤسسات الدولية بأن المقاومة الفلسطينية غير مشروعة، وحقها بالدفاع النفس، ومصطلحات أخرى مثل النزاع والصراع. وقالت الدكتورة نهلة المومني أن دولة الاحتلال تمارس الإبادة، فأحد أشكال الإبادة وضع الأشخاص في ظروف تؤدي بهم للهلاك كليا أو جزئيا، منوهة إلى أن الآليات الدولية لحقوق الإنسان في ظل ما يحدث على أرض الواقع في غزة أصبحت صعبة التطبيق.